قُلُوبٍ). في تنكير القلوب إشارة إلى بطلان قول من قال : لا يجوز تفسير شيء من القرآن إلّا بخبر سمع فيه. (١)
[٢٥] (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ (٢٥))
(ارْتَدُّوا) ؛ أي : رجعوا عن الحقّ. وهم المنافقون ؛ كانوا يؤمنون عند النبيّ ثمّ يظهرون الكفر فيما بينهم ، فتلك ردّة منهم. وقيل : هم كفّار أهل الكتاب كفروا بمحمّد صلىاللهعليهوآله وقد عرفوه ووجدوا نعته مكتوبا عندهم. (سَوَّلَ لَهُمْ) ؛ أي : زيّن لهم خطاياهم. وقيل : معناه : أعطاهم سؤلهم وأمنيّتهم إذ دعاهم إلى ما يوافق مرادهم وهواهم. (وَأَمْلى لَهُمْ) فاغترّوا به. وقيل : أوهمهم طول العمر مع الأمن من المكاره وأبعدهم في الأمل والأمنيّة. أهل البصرة : (وَأَمْلى لَهُمْ) بضمّ الهمزة وفتح الياء وعن يعقوب سكونها. (٢)
عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) بتركهم الإيمان أي ولاية أمير المؤمنين (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ) يعني الثاني (وَأَمْلى لَهُمْ). (٣)
(الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ). مبتدأ وخبر. (٤)
[٢٦] (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (٢٦))
(ذلِكَ) ؛ أي : ذلك التسويل والإملاء (بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ) في القرآن من الأحكام. والمرويّ عن أبي جعفر عليهالسلام أنّهم بنو أميّة كرهوا ما أنزل الله في ولاية عليّ عليهالسلام. (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ) ما تريدونه. (إِسْرارَهُمْ) ؛ أي : ما أسرّه بعضهم إلى بعض من القول و
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ١٥٨.
(٢) مجمع البيان ٩ / ١٥٨ و ١٥٧.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٠٨.
(٤) الكشّاف ٤ / ٣٢٦.