على ظاهره ، وأن يكون المعنى : انّ في خلق السموات. (١)
[٤] (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤))
(وَفِي خَلْقِكُمْ) ؛ أي : في خلقه إيّاكم بما فيكم من بدائع الصنع وفي خلق ما تفرّق على وجه الأرض من الحيوانات على اختلاف أجناسها والمقاصد المطلوبة منها ، دلالات واضحات على ما ذكرنا لقوم يطلبون علم اليقين بالتفكّر والتدبّر. (٢)
(وَما يَبُثُّ). معطوف على المضاف أعني خلق. لأنّ المضاف إليه ضمير متّصل مجرور يقبح العطف عليه. (٣)
(آياتٌ). بالرفع ، محمول على محلّ إنّ واسمها. وقرأ حمزة والكسائيّ ويعقوب بالنصب ، حملا على الاسم. (٤)
[٥] (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٥))
(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ومجيئهما على وتيرة واحدة. أو : في اختلاف حالهما من الطول والقصر. أو : اختلافهما في أنّ أحدهما نور والآخر ظلمة. (وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ). يعني المطر لأنّه سبب الأرزاق. (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ) ؛ أي : في تصريف الرياح يجعل مرّة جنوبا ومرّة شمالا ومرّة صبا وأخرى دبورا. وقيل : يجعلها تارة رحمة وتارة عذابا. (آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وجوه الأدلّة فيعلمون أنّ لهذه الأشياء مدبّرا حكيما قادرا. (٥)
حمزة والكسائيّ : وتصريف الريح» (٦)
[٦] (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦))
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٢٨٤.
(٢) مجمع البيان ٩ / ١٠٨ ـ ١٠٩.
(٣) الكشّاف ٤ / ٢٨٤.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٨٦.
(٥) مجمع البيان ٩ / ١٠٩.
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٨٦.