العرب تفاجىء أعداءها بالغارات صباحا ، فخرج الكلام على عادتهم [و] لأنّ الله سبحانه أجرى العادة بتعذيب الأمم وقت الصباح ، كما مضى : (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ)(١). (٢)
[١٧٨] (وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨))
[١٧٩] (وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩))
(وَأَبْصِرْ). تأكيد إلى تأكيد وإطلاق بعد تقييد للإشعار بأنّه يبصر وأنّهم يبصرون ما لا يحيط به الذكر من أصناف المسرّة وأنواع المساءة. أو الأوّل لعذاب الدنيا والثاني لعذاب الآخرة. (٣)
[١٨٠] (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠))
(عَمَّا يَصِفُونَ) ؛ أي : عمّا قال المشركون فيه. وأضاف الربّ إلى العزّة لاختصاصها به ؛ إذ لا عزّة إلّا له أو لمن أعزّه وقد أدرج فيه جملة صفاته الثبوتيّة والسلبيّة مع الإشعار بالتوحيد. (٤)
(سُبْحانَ رَبِّكَ). عن أبي جعفر عليهالسلام : من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى ، فليقل إذا أراد أن يقوم من مجلسه : (سُبْحانَ رَبِّكَ) ـ الآيات. [وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : من أراد ... ، فليكن آخر قوله : (سُبْحانَ ...).] فإنّ له من كلّ مسلم حسنة. وعن عليّ عليهالسلام : فليقل دبر كلّ صلاة. (٥)
[١٨١ ـ ١٨٢] (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٨٢))
(وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) على ما أفاض عليهم ومن اتّبعهم من النعم. (٦)
__________________
(١) هود (١١) / ٨١.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٢١ ـ ٧٢٢.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٥.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٥.
(٥) نور الثقلين ٤ / ٤٤١ ، عن الكافي (٢ / ٤٩٦ ، ح ٣) والفقيه (١ / ٢١٣ ، ح ٩٥٤) وقرب الإسناد (ص ١٧).
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٥.