جاؤوكم به من الهدى. (وَهُمْ) مع ذلك (مُهْتَدُونَ) إلى طريق [الحقّ]. فأخذوه ورفعوه إلى الملك فقال له : أفأنت تتّبعهم؟ فقال : (وَما لِيَ) ـ الآية. (١)
[٢٢] (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢))
تلطّف في الإرشاد بإيراده في معرض المناصحة لنفسه وإمحاض النصح حيث أراد لهم ما أراد لها. والمراد تقريعهم على عبادة غير خالقهم. (٢)
[٢٣] (أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (٢٣))
(أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) بأن أعبدهم. (بِضُرٍّ) ؛ أي : بإهلاك. (لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ) ؛ أي : لا شفاعة لهم فتغني. (وَلا يُنْقِذُونِ) أي : لا يخلّصوني من ذلك الهلاك. (٣)
[٢٤] (إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤))
(إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ؛ أي : [إنّي] إن فعلت ذلك ، في عدول عن الحقّ. (٤)
[٢٥] (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥))
(آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ) الذي خلقكم ، فاسمعوا قولي واقبلوه. وقيل : إنّه خاطب بذلك الرسل ؛ أي : فاسمعوا ذلك منّي حتّى تشهدوا لي عند الله. وقيل : إنّ قومه لمّا سمعوا ذلك منه وطؤوه بأرجلهم حتّى مات ، فأدخله الله الجنّة وهو حيّ فيها يرزق. وهو قوله : (ادْخُلِ الْجَنَّةَ). (٥)
[٢٦] (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦))
(قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ). القائل له الله سبحانه ، أو الملائكة بأمره قالوا له ذلك لمّا قتلوه
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٦٥٨.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٨٠.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٦٥٨.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٦٥٨.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٦٥٨.