إِلهاً آخَرَ). وعن ابن عبّاس أنّها المكتوبة في ألواح موسى. (كانَ سَيِّئُهُ). يعني المنهيّ منه. فإنّ المذكورات مأمورات ومنهيّات. وقرأالحجازيّان والبصريّان : (سَيِّئُهُ) على أنّها خبر كان والاسم ضمير كلّ وذلك إشارة إلى ما نهى عنه خاصّة. وعلى هذا قوله : (عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً) بدل من سيّئة أو صفة لها محمولة على المعنى ، فإنّه بمعنى سيّئا. (١)
[٣٩] (ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (٣٩))
(ذلِكَ). إشارة إلى الأحكام المتقدّمة. (٢)
(ذلِكَ مِمَّا أَوْحى). إشارة إلى ما تقدّم من قوله : (لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) إلى هذه الغاية. سمّاه حكمة لأنّه كلام محكم لا مدخل للفساد فيه. (٣)
(مَلُوماً) تلوم نفسك. (مَدْحُوراً) ؛ أي : مبعدا من رحمة الله. (٤)
[٤٠] (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (٤٠))
(أَفَأَصْفاكُمْ). خطاب للّذين قالوا : الملائكة بنات الله. والهمزة للإنكار. يعني أفخصّكم على وجه الخلوص بأفضل الأولاد وهم البنون واتّخذ أدونهم وهي البنات وهذا خلاف الحكمة والعادة. فإنّ العبيد لا يؤثرون بأجود الأشياء ويكون أدونها للسادات. (قَوْلاً عَظِيماً) بإضافتكم إليه الأولاد وهي خاصّة بالأجسام ، ثمّ بأنّكم تفضّلون عليه أنفسكم حيث تجعلون له ما تكرهون ، ثمّ بأن تجعلوا الملائكة ـ وهم أعلى خلق الله وأشرفهم ـ أدون خلق الله وهم الإناث. (٥)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٧١.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٧١.
(٣) الكشّاف ٢ / ٦٦٨.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٦٤٢.
(٥) الكشّاف ٢ / ٦٦٨ ـ ٦٦٩.