[٥] (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (٥))
(وَعْدُ أُولاهُما) ؛ أي : إذا جاء نصر دم الحسين عليهالسلام (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً). قال : قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمّد إلّا قتلوه. (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً). أي خروج القائم عليهالسلام. (١)
(وَعْدُ أُولاهُما). يعني يوم الجمل. (عِباداً لَنا) : أمير المؤمنين وأصحابه. (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ). يعني طلبوكم وقتلوكم. (مَفْعُولاً) ؛ أي : يتمّ. (٢)
(عِباداً لَنا). وهو سخارب (٣) وجنوده. وقيل : بخت نصّر. وعن ابن عبّاس : جالوت. قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة وخرّبوا المسجد وسبوا منهم سبعين ألفا. ومعنى بعث الله الكفرة فهو : انّا خلّينا بينهم وبين ما فعلوا ولم نمنعهم. كما قال : (وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ). (٤)(وَعْداً مَفْعُولاً). يعني وعد العقاب لا بدّ أن يفعل. (٥)
(عِباداً لَنا). عن أبي جعفر عليهالسلام : هو القائم وأصحابه. (٦)
(عِباداً لَنا). قيل : ملك فارس وبخت نصّر. وقيل : ملكا مؤمنا ؛ لقوله : (عِباداً لَنا).
(ع ـ ره).
(وَعْدُ أُولاهُما) : الوقت الموعود لإفسادهم في المرّة الأولى. (فَجاسُوا) ؛ أي : طافوا وتردّدوا. (خِلالَ الدِّيارِ) ؛ أي : في الديار هل بقي أحد منكم فيقتلوه. (٧)
[٦] (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (٦))
(ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ) : تفضّل الله عليهم بملك من ملوك فارس عارف بالله ردّهم إلى
__________________
(١) الكافي ٨ / ٢٠٦ ، ح ٢٥٠ ، وتفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٨١ ، ح ٢٠ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ١٤.
(٣) المصدر : سنحاريب.
(٤) الأنعام (٦) / ١٢٩.
(٥) الكشّاف ٢ / ٦٤٩.
(٦) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٨١ ، ح ٢١.
(٧) مجمع البيان ٦ / ٦١٥.