[٦٨] (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦٨))
(الْعَزِيزُ) في سلطانه (الرَّحِيمُ) بعباده. وقيل : (الْعَزِيزُ) في انتقامه من أعدائه (الرَّحِيمُ) في إنجائه من الهلاك لأوليائه. قيل : إنّه لم يؤمن من أهل مصر غير آسية امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون ومريم التي دلّت على عظام يوسف. (١)
[٦٩] (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (٦٩))
(نَبَأَ إِبْراهِيمَ). فإنّه شجرة الأنبياء وبه افتخار العرب. (٢)
[٧٠ ـ ٧١] (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (٧٠) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (٧١))
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ) على وجه الإنكار عليهم : (ما تَعْبُدُونَ)؟ (٣)
فإن قلت : (ما تَعْبُدُونَ) سؤال عن المعبود فحسب. وكان القياس أن يقولوا : أصناما. كقوله : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ). (٤)(ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ)(٥)(ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً). (٦) قلت : هؤلاء قد جاؤوا بقصّة أمرهم كاملة كالمبتهجين بها والمفتخرين ، فاشتملت على جواب إبراهيم وعلى ما قصدوه من إظهار ما في نفوسهم من الابتهاج والافتخار. ألا ترى كيف عطفوا على قولهم (فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ) ولم يقتصروا على زيادة (نَعْبُدُ) وحده؟ (٧)
(فَنَظَلُّ لَها) ؛ أي : ندوم. وقيل : كانوا يعبدونها بالنهار دون اللّيل. (٨)
(فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ) ؛ أي : نقيم على عبادتها [مداومين]. (٩)
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٣٠١.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٠٣.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٣٠٣.
(٤) البقرة (٢) / ٢١٩.
(٥) سبأ (٣٤) / ٢٣.
(٦) النحل (١٦) / ٣٠.
(٧) الكشّاف ٣ / ٣١٧.
(٨) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥٧.
(٩) مجمع البيان ٧ / ٣٠٣.