نقض البيعة. فإنّ الله حافظ لكم. (١)
(بِعَهْدِ اللهِ). هي البيعة لرسول الله عليهالسلام على الإسلام. (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ) ـ الآية. (٢)(تَوْكِيدِها) ؛ أي : توثيقها باسم الله. (٣)
(لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : لمّا قال النبيّ صلىاللهعليهوآله للأوّل والثاني يوم الغدير : قوموا وسلّموا على عليّ عليهالسلام بإمرة المؤمنين ، قالوا : من الله أو من رسول الله؟ قال : منهما جميعا. فلمّا سلّما عليه وخرجا قالا : والله لا نسلّم له ما قال أبدا. فأنزل الله : (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ) ـ الآية ـ بقولكم : أمن الله أو من رسوله؟ (٤)
(وَلا تَنْقُضُوا). عن أبي عبد الله عليهالسلام : نزلت في ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام بغدير خمّ. فكان ممّا أكّد عليهما قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : قوما وسلّما عليه بإمرة المؤمنين عليهالسلام. فقالا : من الله أو من رسوله؟ فأنزل الله : (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ) ـ الآية. يعني به قول رسول الله وقولهما : أمن الله أم من رسوله؟ ثمّ قال : أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم». قال زيد بن الجهم : فإنّا نقرأ : (أَرْبى)! قال : ما أربى؟ فأومى بيده وطرحها. (إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ). يعني بعليّ. (٥)
[٩٢] (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٩٢))
(وَلا تَكُونُوا) في نقض الأيمان كالتي نقضت غزلها بعد أن أحكمته وأبرمته فجعلته أنكاثا. جمع نكث وهو ما ينكث فتله. قيل : هي ريطة بنت سعد ، وكانت خرقاء اتّخذت مغزلا قدر ذراع وصنارة مثل إصبع وفلكة عظيمة على قدرها ، وكانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى الظهر ثمّ تأمرهنّ فينقضن ما غزلن. (تَتَّخِذُونَ). حال و (دَخَلاً)
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٥٨٩.
(٢) الفتح (٤٨) / ١٠.
(٣) الكشّاف ٢ / ٦٣٠.
(٤) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٦٨ ، ح ٦٤.
(٥) الكافي ١ / ٢٩٢ ، ح ١.