الإنعام بالشكر على سوابغه. وكفى بذنوب عباده ما ظهر منها وما بطن (خَبِيراً) : مطّلعا. فلا عليك أن آمنوا أو كفروا. (١)
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) ؛ أي : احمده منزّها له عمّا لا يجوز عليه في صفاته بأن تقول : الحمد لله ربّ العالمين على نعمه وإحسانه الذي لا يقدر عليه غيره ، ونحو ذلك. (٢)
[٥٩] (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً (٥٩))
(الَّذِي خَلَقَ). لعلّ ذكره زيادة تقرير لكونه [حقيقا] بأن يتوكّل عليه من حيث إنّه الخالق للكلّ والمتصرّف فيه. (٣)
(فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ). يعني مقدار هذه المدّة. لأنّه لم يكن حينئذ نهار ولا ليل. وقيل : في ستّة أيّام من أيّام الآخرة ، وكلّ يوم ألف سنة. والظاهر أنّها من أيّام الدنيا. [وعن مجاهد :] أوّلها يوم الأحد. وآخرها يوم الجمعة. ووجهه أن يسمّي الله لملائكته تلك الأيّام المقدّرة بهذه الأسماء ، فلمّا خلق الشمس وأدارها ، جرت التسمية على هذه الأيّام. وأمّا الداعي إلى هذه العدد ـ أعني الستّة ـ دون سائر الإعداد ، فلا نشكّ أنّه داعي حكمة وإن كنّا لا نطّلع عليه. وهو الجواب في أن لم يخلقها في لحظة. وقيل : تعليما لخلقه الرفق والتثبّت في الأمور. (الَّذِي خَلَقَ) مبتدأ و (الرَّحْمنُ) خبره. (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً). الباء في به صلة اسأل. وهو كما يتعدّى بعن لتضمينه معنى التفتيش ، يتعدّى بالباء لتضمينه معنى الاعتناء. أي : فاسأل عمّا ذكر من الخلق والاستواء عالما يخبرك بحقيقته ، وهو الله أو جبرئيل أو من وجده في الكتب المتقدّمة ، ليصدّقك فيه. وقيل : الضمير للرحمن. أي : إن أنكروا إطلاقه على الله ، فاسأل عنه من يخبرك من أهل الكتاب ليعرفوا مجيء ما يرادفه في كتبهم. وعلى هذا يجوز أن يكون الرحمن مبتدأ والخبر ما بعده. أو يكون الباء صلة خبيرا. أي : سل عنه رجلا عارفا يخبرك
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٤٥.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٢٧٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٤٥.