[٨٨] (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (٨٨))
(الَّذِينَ كَفَرُوا) في أنفسهم وحمّلوا غيرهم على الكفر ، يضاعف الله عقابهم كما ضاعفوا كفرهم. وقيل في زيادة عذابهم : حيّات أمثال البخت وعقارب أمثال البغال يلسع إحداهنّ اللّسعة فيجد صاحبها حمّتها أربعين خريفا. وقيل : يخرجون من النار إلى الزمهرير فيبادرون من شدّة برده إلى النار. (يُفْسِدُونَ) ؛ أي : بكونهم مفسدين الناس بصدّهم عن سبيل الله. (١) قال : (الَّذِينَ كَفَرُوا) بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله (وَصَدُّوا) عن أمير المؤمنين عليهالسلام. (٢)
[٨٩] (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩))
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : نحن ـ والله ـ نعلم ما في السموات وما في الأرض وما في الجنّة وما في النار وما بين ذلك. إنّ ذلك في كتاب الله ـ ثلاث مرّات. ثمّ تلا هذه الآية : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ) ـ الآية. إنّه من كتاب الله ؛ فيه تبيان لكلّ شيء. (٣)
قال : وقوله : (شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ؛ يعني : من الأئمّة. قال لنبيّه : (وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ) ؛ يعني : وجئنا بك ـ يا محمّد ـ شهيدا على هؤلاء ؛ يعني : على الأئمّة. فرسول الله شهيد على الأئمّة وهم شهداء على الناس. (٤)
(مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ؛ أي : من أمثالهم من البشر. ويجوز أن يكون ذلك الشهيد نبيّهم الذي أرسل إليهم. ويجوز أن يكون المؤمنين العارفون يشهدون عليهم بما فعلوه من المعاصي. (وَجِئْنا بِكَ) يا محمّد (شَهِيداً) على قومك وأمّتك. (تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) ؛ أي : بيانا لكلّ شيء ؛ أي : بيانا لكلّ أمر مشكل. أي : ليبيّن كلّ شيء يحتاج إليه من أمور الشريعة. فإنّه ما من شيء يحتاج إليه الخلق إلّا وهو مبيّن في الكتاب إمّا بالتنصيص عليه أو بالإحالة على ما يوجب
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٦٢٧.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ٣٨٨.
(٣) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٦٦ ، ح ٥٧.
(٤) تفسير القمّيّ ١ / ٣٨٨.