(أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً). توبيخ لهم على تغافلهم. وعبثا بمعنى عابثين أو مفعول له. أي لم تخلقكم تلهّيا بكم وإنّما خلقناكم لنعبّدكم ونجازيكم على أعمالكم. وهو كالدليل على البعث. (وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا). معطوف على (أَنَّما خَلَقْناكُمْ) أو (عَبَثاً). (لا تُرْجَعُونَ). حمزة والكسائيّ ويعقوب : (لا تُرْجَعُونَ) بفتح التاء وكسر الجيم. (١)
[١١٦] (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (١١٦))
(فَتَعالَى اللهُ) من أن يعمل شيئا عبثا. (الْمَلِكُ الْحَقُّ) : الذي يحقّ له الملك مطلقا. فإنّ من عداه مملوك بالذات مالك بالعرض من وجه دون وجه وفي حال دون حال. (رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) ؛ أي : الحسن. وقيل : الكريم : الكثير الخير ، لكثرة ما فيه من الخير لمن حوله ولإتيان الخير من جهته. (٢)
[١١٧] (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (١١٧))
(وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً) ؛ أي : يعبده. (لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ). صفة أخرى لإلها لازمة له ـ فإنّ الباطل لا برهان به ـ جيء بها للتأكيد. (حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ) يجازيه على قدر ما يستحقّه. (لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) ؛ أي : لا يسعد الجاحدون لنعم الله. (٣)
[١١٨] (وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١١٨))
ولمّا حكى الله أقوال الكفّار ، أمر نبيّه صلىاللهعليهوآله بالتبرّي منهم والانقطاع إلى الله فقال : (قُلْ) يا محمّد (رَبِّ اغْفِرْ). (٤)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١١٣.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٩٣ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١١٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١١٤ ، ومجمع البيان ٧ / ١٩٣.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٩٣.