[٨٥] (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (٨٥))
(وَإِسْماعِيلَ) ؛ أي : واذكر هؤلاء الأنبياء وما أنعمت عليهم. (مِنَ الصَّابِرِينَ). صبروا على البلاء. فأمّا إسماعيل ، فإنّه صبر ببلد غير ذي زرع وقام ببناء الكعبة. وأمّا إدريس ، فإنّه صبر على الدعاء إلى الله. وكان أوّل من بعث إلى قومه فأبوا فأهلكهم الله ورفعه إلى السماء. وأمّا ذو الكفل ، فقيل : هو إلياس. وقيل : كان نبيّا سمّي ذا الكفل بمعنى أنّه ذو الضعف فله ضعف ثواب غيره ممّن هو في زمانه لشرف عمله. وعن أبي جعفر عليهالسلام : انّه نبيّ مرسل وكان بعد سليمان. وكان يقضي بين الناس كما يقضي داوود. وكان اسمه عدويا بن ادارين. (١)
(ذَا الْكِفْلِ). هو بشر بن أيّوب.
[٨٦] (وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٦))
[٨٧] (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧))
(وَذَا النُّونِ) ؛ أي : اذكر ذا النون. والنون : الحوت. وصاحبها يونس بن متّى حين (ذَهَبَ مُغاضِباً) لقومه من حيث إنّه دعاهم إلى الإيمان فلم يؤمنوا حتّى أوعدهم الله بالعذاب. فخرج من بينهم مغاضبا لهم ، قبل أن يؤذن له. (أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) : أن لن نضيّق عليه. وقد ضيّق الله عليه الطريق حتّى ألجأه إلى ركوب البحر ثمّ قذف فيه فابتلعه الحوت. (فِي الظُّلُماتِ) : ظلمة اللّيل ، وظلمة بطن الحوت ، وظلمة البحر. [(إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).] قاله على سبيل الخشوع. لأنّ جنس البشر لا يمتنع منه وقوع الظلم. قيل : لم يكن يونس في بطن الحوت على جهة العقوبة ، بل على وجه التأديب. (٢)
عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) قال : من أعمال قومه. (أَنْ لَنْ نَقْدِرَ
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٩٤ ـ ٩٥.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٩٦.