[٧٣ ـ ٧٤] (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (٧٣) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (٧٤))
(خَطايانا) من الكفر والمعاصي. (وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ). لأنّ الملوك كانوا يجبرونهم على تعليم السحر كيلا يخرج السحر من أيديهم. وقيل : إنّ السحرة قالوا لفرعون : أرنا موسى. فأراهم إيّاه وهو نائم وعصاه تحرسه. فقالوا : ليس هذا بسحر. إنّ الساحر إذا نام بطل سحره. فأبى عليهم إلّا أن يعملوا. فذلك إكراههم. (خَيْرٌ وَأَبْقى) ؛ أي : خير لنا منك ، وثوابه أبقى لنا من ثوابك. وهذا جواب لقوله : (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى). وهاهنا انتهى الإخبار عن السحرة. ثمّ قال الله : (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ). ويحتمل أن يكون الآيات الثلاث من كلام السحرة. (مُجْرِماً) ؛ أي : كافرا. (لا يَمُوتُ فِيها) فيستريح من العذاب. (وَلا يَحْيى) حياة فيها راحة. (١)
[٧٥] (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (٧٥))
(عَمِلَ الصَّالِحاتِ) ؛ أي : أدّى الفرائض. (الدَّرَجاتُ الْعُلى) : المنازل الرفيعة. (٢)
[٧٦] (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى (٧٦))
(جَنَّاتُ عَدْنٍ). بدل من الدرجات. (تَزَكَّى) ؛ أي : تطهّر من أدناس الكفر والمعاصي. (٣)
[٧٧] (وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى (٧٧))
(أَوْحَيْنا إِلى مُوسى) بعد ما رأى فرعون من الآيات. (أَسْرِ بِعِبادِي) ؛ أي : سر بهم ليلا من أرض مصر. (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً) ؛ أي : اجعل لهم طريقا في البحر يابسا بضربك العصا
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٣٥ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٥٣.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٥ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٥٣.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥٣.