يَعْقُوبَ) ولد ولد. (جَعَلْنا نَبِيًّا) ؛ أي : آنسنا وحشته من فراقهم بأولاد كرام على الله أنبياء. (١) ولعلّ تخصيصهما بالذكر لأنّه أراد أن يذكر إسماعيل بفضله على الانفراد. (٢)
[٥٠] (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (٥٠))
(وَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا) سوى الأولاد والنبوّة من نعم الدنيا والدين وجعلنا لهم لسان صدق» : ثناء حسنا في الناس (عَلِيًّا) : مرتفعا سائرا في الدنيا. وكلّ الأديان يتولّون إبراهيم وذرّيّته ويثنون عليهم ويدّعون أنّهم على دينهم. (٣) استجاب الله دعوته : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)(٤) فصيّره قدوة. كما قال : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ). (٥)(ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ)(٦). (٧)
(وَجَعَلْنا لَهُمْ). عن يونس بن عبد الرحمن قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : إنّ قوما طالبوني باسم أمير المؤمنين عليهالسلام في كتاب الله ، فقلت لهم : من قوله تعالى : (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا). فقال : صدقت. هو كذا. ومعنى قوله : (لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) ؛ أي : وجعلنا لهم ولدا ذا لسان. ـ أي : قول ـ صدق. وكلّ ذي قول صدق فهو صادق. والصادق معصوم ؛ وهو عليّ عليهالسلام. (٨)
[٥١] (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (٥١))
(مُخْلَصاً). قرأالكوفيّون : «مخلصا» بالفتح ، على أنّ الله أخلصه. (٩)
(مُخْلَصاً) ؛ أي : موحّدا أخلص عبادته عن الشرك. (رَسُولاً نَبِيًّا). الرسول الذي معه كتاب من الأنبياء. والنبيّ : الذي ينبئ عن الله وإن لم يكن معه كتاب كيوشع. (١٠)
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٧٩٩.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٣.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٧٩٩.
(٤) الشعراء (٢٦) / ٨٤.
(٥) الحجّ (٢٢) / ٧٨.
(٦) النحل (١٦) / ١٢٣.
(٧) الكشّاف ٣ / ٢٢.
(٨) تأويل الآيات ١ / ٣٠٤ ، ح ١٠.
(٩) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٣.
(١٠) الكشّاف ٣ / ٢٢.