[٤١] (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٤١))
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ). المراد بذكر الرسول إيّاه وقصّته في الكتاب أن يتلو ذلك على الناس ويبلّغه إيّاهم. كقوله : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ). (١) وإلّا فالله هو ذاكره ومورده في التنزيل. (٢)
(فِي الْكِتابِ) ؛ أي : القرآن. (صِدِّيقاً). لكثرة ما صدّق به من غيوب الله وآياته. (٣)
[٤٢] (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (٤٢))
اختلف أهل الخلاف في أب إبراهيم عليهالسلام. قال الرازيّ عند قوله : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ)(٤) : ظاهر هذه الآية تدلّ على أنّ والد إبراهيم هو آزر. ومنهم من قال اسمه تارخ. وقال الزجّاج : لا خلاف بين النسّابين أنّ اسمه تارخ. ومن الملحدة من جعل هذا طعنا في القرآن. ثمّ ذكر لتوجيه ذلك وجوها إلى أن قال : الرابع أنّ والد إبراهيم كان تارخ وآزر كان عمّا له. والعمّ قد يطلق عليه لفظ الأب. كما حكى الله عن أولاد يعقوب أنّهم قالوا : (نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ). (٥) ومعلوم أنّ إسماعيل كان عمّا ليعقوب وقد أطلق عليه لفظ الأدب. فكذا هاهنا. ثمّ قال : قالت الشيعة : إنّ أحدا من آباء الرسول صلىاللهعليهوآله وأجداده ما كان كافرا. وذكروا أنّ آزر كان عمّ إبراهيم واحتجّوا بقوله : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ). (٦) يعني أنّه كان ينقل روحه من ساجد إلى ساجد. ثمّ قال : وممّا يدلّ أيضا عليه قوله صلىاللهعليهوآله : لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات. وقال تعالى : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)(٧). (٨)
__________________
(١) الشعراء (٢٦) / ٦٩.
(٢) الكشّاف ٣ / ١٨.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٧٩٧ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٣٢.
(٤) الأنعام (٦) / ٧٤.
(٥) البقرة (٢) / ١٣٣.
(٦) الشعراء (٢٦) / ٢١٩.
(٧) التوبة (٩) / ٢٨.
(٨) بحار الأنوار ١٢ / ٤٨.