(فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي). قالوا : كانوا لا ينظرون إلى ما خلق الله من الآيات والسموات. (١)
(الَّذِينَ كانَتْ). سأل المأمون أبا الحسن الرضا عليهالسلام عن قوله تعالى : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي) فقال عليهالسلام : إنّ غطاء العين لا يمنع من الذكر. والذكر لا يرى بالعين. ولكنّ الله شبّه الكافرين لولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بالعميان ، لأنّهم كانوا يستثقلون قول النبيّ صلىاللهعليهوآله ولا يستطيعون سمعا. قال المأمون : فرّجت عنّي. فرّج الله عنك. (٢)
(فِي غِطاءٍ). ذكر السبب الذي استحقّوا به النار. يعني أنّهم أعرضوا عن التفكّر في الآيات فصاروا بمنزلة من يكون بعينه غطاء يمنعه من الإدراك وكانوا يثقل عليهم سماع القرآن. كما يقال : فلان لا يستطيع النظر إليك ولا سماع كلامك. يعني يثقل عليه ذلك. وأراد بالعين هنا عين القلب. (٣)
[١٠٢] (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً (١٠٢))
وفي المجمع : قرأأبو بكر في رواية الأعشى : (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ) بضمّ الباء وسكون السين. وهي قراءة أمير المؤمنين عليهالسلام. (٤)
وعن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله سبحانه : (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) : يعنيهما وأشياعهما الذين اتّخذوهما من دون الله أولياء وكانوا بحبّهما كافرين. وقوله : (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ) قال : لهما ولأشياعهما معدّ عند الله. كذا في تفسير عليّ بن إبراهيم رحمهالله. (٥)
(أَفَحَسِبَ الَّذِينَ) جحدوا التوحيد أن يتّخذوا من دوني أربابا ينصرونهم ويدفعون عقابي عنهم كالمسيح والملائكة الذين عبدوهم من دون الله وهم برآء منهم. أو : حسبوا أن
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ / ٤٦.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ١١١ ـ ١١٢ ، ح ٣٣.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٧٦٦.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٧٦٥.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ٤٧.