(الصَّدَفَيْنِ). أهل الكوفة والمدينة غير أبي بكر : (الصَّدَفَيْنِ) بفتح الصاد والدال. والباقون بضمّ الصاد والدال غير أبي بكر ، فإنّه قرأبضمّ الصاد وسكون الدال. (١)
[٩٧] (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً (٩٧))
(فَمَا اسْطاعُوا) بحذف التاء تخفيفا. وقرأحمزة بالإدغام جامعا بالساكنين على غير حدّه. (أَنْ يَظْهَرُوهُ) ؛ أي : يعلوه بالصعود لارتفاعه وانملاسه. (نَقْباً). أي لثخنه وصلابته. قيل : حفر للأساس حتّى بلغ الماء وجعله من الصخر والنحاس المذاب والبنيان من زبر الحديد بينهما الحطب والفحم حتّى [ساوى أعلى الجبلين ، ثمّ وضع المنافيخ حتّى] صارت كالنار ، فصبّ النحاس المذاب عليها فاختلط والتصق بعضه ببعض وصار جبلا صلدا. (٢)
حمزة : (فَمَا اسْطاعُوا) مشدّدة الطاء. والباقون خفيفة الطاء. (٣)
[٩٨] (قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨))
(قالَ هذا) ؛ أي : السدّ والإقدار على تسويته. (وَعْدُ رَبِّي) : وقت وعده بخروج يأجوج ومأجوج أو بقيام الساعة بأن شارف يوم القيامة. (جَعَلَهُ دَكًّا) ؛ أي : مدكوكا مبسوطا مستوى بالأرض. مصدر بمعنى المفعول. وقرأالكوفيّون : [دكّاء] بالمدّ. أي : أرضا مستوية. (وَعْدُ رَبِّي حَقًّا). هذا آخر حكاية قول ذي القرنين. (٤)
وفي العيّاشيّ عن الصادق عليهالسلام في قوله : «فإذا جاء وعد ربي جعله دكا» قال : رفع التقيّة عند ظهور المهديّ عليهالسلام فانتقم من أعداء الله. (٥) وذلك أنّه ورد في الأخبار أنّ المراد بالسدّ في باطن الآية هو التقيّة. (٦) لأنّها حصن الشيعة تقيهم من ضرر المخالفين.
عنه صلىاللهعليهوآله : يأجوج أمّة ومأجوج أمّة ، كلّ أمّة أربعمائة أمّة. لا يموت الرجل منهم حتّى
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٧٥٩.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٣.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٧٥٩.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٣.
(٥) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٣٥١ ، ح ٨٦.
(٦) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٣٥١ ، ح ٨٥ و ٨٦.