[٦٧] (وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً (٦٧))
(وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ) ؛ أي : الشدّة. (فِي الْبَحْرِ) بسكون الرياح واضطراب الأمواج أو غير ذلك من أهوال البحر. (ضَلَّ مَنْ) ؛ أي : ذهب عنكم ذكر كلّ معبود إلّا الله ، فلا ترجون النجاة إلّا من عنده فتدعونه ولا تدعون غيره. فلمّا أنجاكم وأمنتم الغرق ، (أَعْرَضْتُمْ) عن الإيمان وعن طاعته. (١)
(إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ). عن العسكريّ عليهالسلام قال : جاء رجل إلى الصادق عليهالسلام فقال : دلّني على الله ما هو. فقد كثر عليّ المجادلون وحيّروني. فقال له : هل ركبت سفينة قطّ؟ قال : نعم. قال : فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال : نعم. قال : فهل تعلّق قلبك هنالك أنّ شيئا من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك؟ قال : نعم. قال الصادق عليهالسلام : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي ، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث. (٢)
(كانَ الْإِنْسانُ). كالتعليل للإعراض. (٣)
[٦٨] (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً (٦٨))
(يَخْسِفَ). ابن كثير : «نخسف» و «نرسل» «أفامنتم أن يخسف» أي : إنّ فعلكم هذا فعل من يتوهّم أنّه إذا صار إلى البرّ أمن المكاره. فهل أمنتم أن يخسف بكم الأرض ويغيبكم فيها؟ أو هل أمنتم أن يرسل عليكم حجارة تحصبون ـ أي : ترمون ـ بها؟ والمعنى أنّه قادر على إهلاككم في البرّ والبحر. (وَكِيلاً) ؛ أي : حافظا يحفظكم عن عذاب الله. (٤)
(جانِبَ الْبَرِّ). يعني أنّ في جانب البرّ غرقا مثل البحر [وهو الخسف] لأنّه [تغييب
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٦٥٩.
(٢) التوحيد / ٢٣٠.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٧٧.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٦٥٩ ـ ٦٦٠.