[٩٥ ـ ٩٦] (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
(الْمُسْتَهْزِئِينَ) ؛ أي : شرّ المستهزئين بأن أهلكناهم. وكانوا خمسة نفر من قريش رمى الله تعالى كلّ واحد منهم ببلاء فمات. ثمّ وصفهم الله سبحانه بالشرك فقال : (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ) ـ الآية. (١)
(الْمُسْتَهْزِئِينَ). عن الحسين عليهالسلام : هم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطّلب والحارث بن الطلاطلة ؛ قتلهم الله في ساعة واحدة. وذلك أنّهم كانوا بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا له : يا محمّد ، ننتظر بك إلى الظهر. فإن رجعت عن قولك وإلّا قتلناك. فدخل النبيّ صلىاللهعليهوآله منزله فأغلق عليه بابه مغتمّا. فأتاه جبرئيل عليهالسلام من ساعته فقال : يا محمّد ، السّلام يقرئك السّلام ويقول : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) ؛ يعني : أظهر أمرك لأهل مكّة وادعهم إلى الإيمان. فقال : يا جبرئيل ، كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني؟ فقال : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ). يعني في هذه الساعة. (٢)
[٩٧] (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ)
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ). عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله من فضل وصيّه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول الله صلىاللهعليهوآله. فقال الله : يا محمّد (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ) ـ الآية. وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يتألّفهم ويستعين ببعضهم على بعض ولا يزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيّه حتّى نزلت هذه السورة فاحتجّ عليهم حين أعلم بموته. (٣)
(بِما يَقُولُونَ) من الشرك والطعن في القرآن والاستهزاء بك. (٤)
[٩٨] (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ)
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٥٣٣ ـ ٥٣٤.
(٢) الاحتجاج ١ / ٣٢١.
(٣) الكافي ١ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ، ح ١٠.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٣٦.