[١٩] (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)
(وَالْأَرْضَ). [منصوب بفعل مضمر.] أي : مددنا الأرض مددناها. (مَدَدْناها) : بسطناها وجعلنا لها طولا وعرضا. (وَأَلْقَيْنا) ؛ أي : طرحنا. (رَواسِيَ) : جبالا ثابتة. (فِيها) في الأرض. (١)
[٢٠] (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ)
[٢١] (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ). عن الباقر عليهالسلام قال : في العرش [تمثال] جميع ما خلق الله في البرّ والبحر. قال : وهذا تأويل قوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ) ـ الآية. (٢)
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ) ؛ أي : ليس من شيء ينزل من السماء إلّا ونحن مالكوه وقادرون عليه. وخزائن الله سبحانه مقدوراته. لأنّه يقدر أن يوجد ما يشاء. وقيل : المراد به الماء الذي منه النبات وهو مخزون عنده إلى أن ينزله. ونبات الأرض وثمارها إنّما ينبت بماء السماء. وما ننزّل المطر إلّا بقدر معلوم تقتضيه الحكمة. وقيل : إنّه سبحانه استعار الخزائن للقدرة على إيجاد الأشياء وعبّر عن الإيجاد بالإنزال. لأنّ الإنزال في معنى الإعطاء. (٣)
(خَزائِنُهُ). ذكر الخزائن تمثيل. والمعنى : وما من شيء ينتفع به العباد ، إلّا ونحن قادرون على إيجاده وتكوينه والإنعام به. وما نعطيه إلّا بمقدار معلوم نعلم أنّه مصلحة له. فضرب الخزائن مثلا لاقتداره على كلّ مقدور. (٤)
[٢٢] (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ)
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٥١١ ـ ٥١٢.
(٢) روضة الواعظين ١ / ٤٧.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٥١٣.
(٤) الكشّاف ٢ / ٥٧٤.