الأمور ، أنّهم إذا لقوم خاسرون ؛ أي : هالكون ضعفا وعجزا ؛ أي : يستحقّون أن يهلكوا لأنّهم لا جدوى في حياتهم ، أو مستحقّون لأن يدعى عليهم بالخسارة والدمار وأن يقال : دمّرهم الله حين أكل الذئب بعضهم وهم حاضرون. وقيل : إن لم نقدر على حفظ بعضنا هلكت مواشينا إذا وخسرنا. (١)
(الذِّئْبُ). من تذاءبت الريح ، إذا هبّت من كلّ جهة. (٢)
(أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ). لأنّ الأرض كانت مذأبة وذئابها ضارية. (الذِّئْبُ). أبو جعفر بتخفيف الهمزة في المواضع الثلاث. (٣)
[١٥] (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)
(أَجْمَعُوا) ؛ أي : اجتمع رأيهم. (ع)
في غيابة الجب». كان الجبّ على ثلاث فراسخ من منزل يعقوب. وجواب لمّا محذوف ومعناه : فعلوا ما فعلوا به من الأذى. [فقد روي أنّهم] أخذوا يضربونه وكلمّا استغاث بواحد منهم لم يغثه إلّا بالضرب حتّى كادوا يقتلونه. فجعل يصيح : يا أبتاه ، لو تعلم ما يصنع بابنك أولاد الإماء! فقال يهوذا : أما أعطيتموني موثقا ألّا تقتلوه؟ فلمّا أرادوا إلقاءه في الجبّ تعلّق بثيابهم ، فانتزعوها من يديه. فتعلّق بحائط البئر ، فربطوا يديه ونزعوا قميصه. فقال : يا إخوتاه ، ردّوا عليّ قميصي أتوارى به. وإنّما نزعوه ليلطّخوه بالدم. فقالوا له : ادع الشمس والقمر والكواكب تؤنسك. ودلّوه في البئر. فلمّا بلغ نصفها ، ألقوه ليموت. وكان في البئر ماء. فسقط فيه ثمّ أوى إلى صخرة فقام عليها وهو يبكي. فنادوه. فظنّ أنّها رحمة أدركتهم فأجابهم. فأرادوا أن يرضخوه. فمنعهم يهوذا. وكان يأتيه بالطعام. (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ). قيل : أوحي إليه في الصغر كما أوحي إلى عيسى ويحيى : [(لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا).] وإنّما أوحي
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٤٤٨ ـ ٤٤٩.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٧٨.
(٣) مجمع البيان ٥ / ٣٢٩ و ٣٣١.