[٧٩] (قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ)
(مِنْ حَقٍّ) ؛ أي : لا نرغب في النساء وتعلم أنّ ميلنا إلى الغلمان. (١)
[٨٠] (قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ)
(قُوَّةً) : قدرة وجماعة أتقوّى بهم عليكم. (أَوْ آوِي) : أنضمّ إلى عشيرة تنصرني عليكم. (٢)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : القوّة القائم عليهالسلام. والركن الشديد أصحابه. لأنّ الرجل منهم يعطى قوّة أربعين رجلا وأنّ قلبه أشدّ من زبر الحديد. (٣)
[٨١] (قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)
قال الصادق عليهالسلام : فكاثروه حتّى دخلوا البيت. فقال له جبرئيل : دعهم أن يدخلوا. فلمّا دخلوا أهوى جبرئيل بأصبعه نحوهم فذهبت أعينهم. ولمّا رأت الملائكة ما لقي لوط من قومه ، (قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ) أرسلنا لهلاكهم فلا تغتمّ. (لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ) بسوء. (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) ؛ أي : ظلمة اللّيل. أو : بعد نصف اللّيل. (وَلا يَلْتَفِتْ) ؛ يعني : لا ينظر أحد منكم وراءه. كأنّهم تعبّدوا بذلك للنجاة بالطاعة في هذه العبادة. أو لا يلتفت منكم أحد إلى ماله ولا متعلّقه بالمدينة. وليس معنى يلتفت من الرؤية. أو أمرهم أن لا يلتفتوا إذا سمعوا الهدّة. (إِلَّا امْرَأَتَكَ). ابن كثير وأبو عمرو بالرفع. والباقون بالنصب. قيل : إنّها التفتت حين سمعت الهدّة وقالت : واقوماه! فأصابها حجر فقتلها. وقيل : (إِلَّا امْرَأَتَكَ) معناه : لا تسر بها. إنّه يصيبها من العذاب ما يصيبهم. (٤)
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠.
(٣) كمال الدين / ٦٧٣ ، ح ٢٧.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٢٨٠ ـ ٢٨١ و ٢٨٦.