بإسماعيل من هاجر. وقيل : البشارة بهلاك قوم لوط. (قالُوا سَلاماً). أي سلّمت الملائكة سلاما ، بمعنى الدعاء له. وقيل : معناه : أعطاك الله سلامة. (قالَ سَلامٌ). حمزة والكسائيّ : قال سلم بكسر السين وسكون اللّام ، إمّا بمعنى سلام أو يكون المراد به خلاف العدوّ. كأنّهم لمّا كفّوا عن تناول طعامه وأوجس الخيفة عنهم قال : أنا سلم ولست بحرب ، فلا تمتنعوا من تناول طعامي. (فَما لَبِثَ) : فلم يتوقّف حتّى جاءهم (بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) ؛ أي : مشويّ. لأنّه توهّم أنّهم أضياف. وصار ذلك من السنّة أن يعجّل الطعام للضيفان. (١)
(سَلاماً) : سلّمنا عليك سلاما. أو نصب بقالوا لأنّه بمعنى ذكروا. (سَلامٌ) ؛ أي : جوابي سلام. (حَنِيذٍ) مشويّ يقطر منه السمن. (٢)
[٧٠] (فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ)
(فَلَمَّا رَأى) أيدي الملائكة لا تصل إلى العجل ، أنكرهم. (وَأَوْجَسَ) ؛ أي : أضمر منهم خوفا. لأنّهم كانوا شبّانا أقوياء وكان ينزل طرفا من البلد وكانوا يمتنعون من طعامه فلم يأمن أن يكون ذلك لبلاء. وذلك أنّ أهل ذلك الزمان إذا أكل بعضهم طعام بعض ، أمنه صاحب الطعام على نفسه وماله. وقيل : إنّه ظنّهم لصوصا. وقيل : ظنّ أنّهم ليسوا من البشر وأنّهم جاؤوا لأمر عظيم. وقيل : علم أنّهم ملائكة فخاف أن يكون قومه المقصودين بالعذاب حتّى قالوا له : (لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ) بالعذاب لا إلى قومك. (٣)
[٧١] (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)
(وَامْرَأَتُهُ) سارة بنت هارون (٤) بنت عمّ إبراهيم (قائِمَةٌ) من وراء الستر تسمع الكلام. وقيل : بنت خالته. وقيل : كانت قائمة تخدم الرسل وإبراهيم جالس معهم. وقيل : كانت
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٢٧٢ و ٢٦٧ ـ ٢٦٩.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٦٢.
(٣) مجمع البيان ٥ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣.
(٤) المصدر : هاران.