[٢٩] (فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ)
(فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) ؛ أي : فاصلا للحكم (بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) أيّها المشركون. (لَغافِلِينَ). إن كان المراد الأصنام ، فلم يكن لها حسّ ولا علم ، فعبدوا من لم يدعهم إلى العبادة. (١)
(فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ). لأنّه العالم بكنه الحال. (إِنْ كُنَّا). إن مخفّفة من المثقّلة. واللّام هي الفارقة. (٢)
[٣٠] (هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ)
عن عاصم : «نبلو» بالنون ونصب (كُلُّ). أي : نختبرها باختبار ما أسلفت من العمل فنعرف حالها بمعرفة حال عملها. ويجوز أن يراد : نصيب بالبلاء ـ وهو العذاب ـ كلّ نفس عاصية بسبب ما أسلفت. (٣)
(هُنالِكَ) ؛ أي : في ذلك المقام (تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ) : تختبر ما قدّمت من عمل فتعاين نفعه وضرّه. حمزة والكسائيّ : «تتلو» ، من التلاوة. أي : تقرأ ذكر ما قدّمت. أو من التلو. أي : تتبع عمله فيقودها إلى الجنّة أو النار. (إِلَى اللهِ) : إلى جزائه إيّاهم بما أسلفوا. (٤)
[٣١] (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٣١))
(مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) ؛ أي : منهما جميعا. فإنّ الأرزاق تحصل بأسباب سماويّة وموادّ أرضيّة. وقيل : من لبيان من على حذف المضاف. أي : من أهل السماء والأرض. (يَمْلِكُ السَّمْعَ) ؛ أي : من يستطيع خلقهما وتسويتهما؟ أو : من يحفظهما من الآفات مع كثرتها و
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ١٦٠ ـ ١٦.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٣٤.
(٣) الكشّاف ٢ / ٣٤٤.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٣٤.