التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ). يعني النبيّ والوصيّ والقائم. (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) إذا قام. (وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ). والمنكر من أنكر فضل الإمام وجحده. (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ) : أخذ العلم من أهله. (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) : قول من خالف عنهم. (إِصْرَهُمْ) : الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفة الإمام وفضله. (وَالْأَغْلالَ) : ما كانوا يقولون ممّا لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام. (آمَنُوا بِهِ) ؛ يعني : بالإمام. (هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ؛ يعني : الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت أن يعبدوها» (١) والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان. والعبادة طاعة الناس لهم. (٢)
عن الصوفيّ قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : لم سمّي النبيّ صلىاللهعليهوآله الأمّيّ؟ فقال : ما يقول الناس؟
قلت : يزعمون أنّه لم يكتب. فقال : كذبوا. عليهم لعنة [الله]. أنّى ذلك والله يقول في محكم تنزيله : (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ)؟ فكيف كان يعلّمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقرأ ويكتب باثنين وسبعين لسانا. وإنّما سمّي الأمّيّ لأنّه كان من أهل مكّة ومكّة من أمّهات القرى. وذلك قول الله عزوجل : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها)(٣). (٤)
(يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ) ممّا حرّم عليهم كالشحوم. (٥)
(وَيُحِلُّ) ؛ أي : يحلّ لهم ما حرّم عليهم أحبارهم ورهبانهم وما كان يحرّمه أهل الجاهليّة من البحائر والسوائب وغيرهما ويحرّم عليهم الميتة والدم ولحم الخنزير. (فَالَّذِينَ آمَنُوا). يروى أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال لأصحابه : أيّ الخلق أعجب إيمانا؟ قالوا : الملائكة. فقال : الملائكة عند ربّهم. فما لهم لا يؤمنون؟ قالوا : فالنبيّون. قال : النبيّون يوحى إليهم. فما لهم لا يؤمنون؟ قالوا : فنحن يا نبيّ الله. قال : أنا فيكم. فما لكم لا تؤمنون؟ إنّما هم قوم يكونون بعدكم فيجدون كتابا في ورق فيؤمنون به. فهو معنى قوله : (وَاتَّبَعُوا النُّورَ) ـ الآية. (الْمُفْلِحُونَ) : الفائزون بالثواب. (٦)
(الْخَبائِثَ) كالدم ولحم الخنزير ، أو كالربا والرشوة. (إِصْرَهُمْ). ابن عامر :
__________________
(١) الزمر (٣٩) / ١٧.
(٢) الكافي ١ / ٤٢٩ ، ح ٨٣ ، عن أبي جعفر عليهالسلام.
(٣) الأنعام (٦) / ٩٢.
(٤) علل الشرائع / ١٢٤ ـ ١٢٥ ، ح ١.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٦٣.
(٦) مجمع البيان ٤ / ٧٥٠.