[٩٠] (وَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ)
(وَقالَ الْمَلَأُ) أشرافهم للّذين دونهم يثبّطونهم عن الإيمان. (١)
(لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً) وتركتم دينكم. (لَخاسِرُونَ) ، لاستبدالكم ضلالته بهداكم ، أو لفوات ما يحصل لكم بالبخس والتطفيف. لأنّه ينهى عنهما. وهو سادّ مسدّ جواب الشرط والقسم الموطّأ باللّام. (٢)
[٩١] (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ)
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ). قيل : بعث الله عليهم صيحة واحدة فماتوا. عن أبي عبد الله عليهالسلام. وقيل : إنّه كان لشعيب قومان ؛ قوم أهلكوا بالرجفة ، وقوم هم أصحاب الظلّة. (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) ؛ أي : ميّتين ملقين على وجوههم. (٣)
(الرَّجْفَةُ) : الزلزلة. وفي سورة الحجر : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ). (٤) ولعلّها كانت من مباديها. (دارِهِمْ) ؛ أي : مدينتهم. (٥)
(فَأَخَذَتْهُمُ). أرسل الله عليهم سحابة فيها نار فالتهبت عليهم نارا ورجفت بهم الأرض فاحترقوا كالجراد المقليّ وصاروا رمادا وهو عذاب يوم الظلّة. (٦)
[٩٢] (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ)
(الَّذِينَ كَذَّبُوا). مبتدأ وخبره : (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا) ؛ أي : استؤصلوا كأن لم يقيموا بها. والمعنى : المنزل. «هم الخاسرون» دينا ودنيا ، لا الذين صدّقوه واتّبعوه كما زعموا ، فإنّهم الرابحون في الدارين. وللتنبيه على هذا والمبالغة فيه ، كرّر الموصول واستأنف بالجملتين وأتى بهما
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ١٣١.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥٠.
(٣) مجمع البيان ٤ / ٦٩٣ ـ ٦٩٤.
(٤) الحجر (١٥) / ٨٣.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥٠.
(٦) مجمع البيان ٤ / ٦٩٣.