فجاء إلى شبّان منهم فأمرهم أن يقعوا به. ولو طلب منهم أن يقع عليهم ، لأبوا عليه. فلمّا واقعوا به التذّوه. ثمّ ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض. (١)
(وَلُوطاً) ؛ أي : وأرسلنا لوطا. (إِذْ قالَ) : وقت قوله لهم. أو : واذكر لوطا ، وإذ بدل منه. (أَتَأْتُونَ). توبيخ وتقريع على تلك الفعلة المتمادية في القبح. (ما سَبَقَكُمْ) : ما فعلها من قبلكم أحد قطّ. والباء للتعدية. ومن الأولى لتأكيد النفي والاستغراق ، والثانية للتبعيض. والجملة استئناف مقرّرة للإنكار. كأنّه وبّخهم أوّلا بإتيان الفاحشة ثمّ باختراعها فإنّه أسوأ. (٢)
[٨١] (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ)
(أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ). بيان لقوله : (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) وهو أبلغ في الإنكار والتوبيخ. قرأ نافع وحفص : «إنكم» على الإخبار المستأنف. و (شَهْوَةً) مفعول له ، أو مصدر في موقع الحال. وفي التقييد بها وصفهم بالبهيميّة الصرفة وتنبيه على أنّ العاقل ينبغي أن يكون الداعي له إلى المباشرة طلب الولد وبقاء النوع لا قضاء الوطر. (٣)
عبد الرحمن بن الحجّاج قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام وذكر عنده إتيان النساء في أدبارهنّ فقال : ما أعلم آية أحلّت ذلك إلّا واحدة : (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ). (٤)
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما كان في شيعتنا فلا يكون فيهم من يؤتى في دبره. (٥)
(بَلْ أَنْتُمْ). أضرب عن الإنكار إلى الإخبار عنهم بالحال التي توجب ارتكاب القبائح وتدعو إلى اتّباع الشهوات وهو أنّهم قوم عادتهم الإسراف وتجاوز الحدود في كلّ شيء فمن ثمّ أسرفوا في باب قضاء الشهوة حتّى تجاوزوا المعتاد إلى غير المعتاد. ونحوه : (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ)(٦). (٧)
__________________
(١) علل الشرائع / ٥٤٨ ، ح ٣.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٤٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٤٨.
(٤) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٢ ، ح ٥٦.
(٥) الخصال / ١٣١ ، ح ١٣٧.
(٦) الشعراء (٢٦) / ١٦٦.
(٧) الكشّاف ٢ / ١٢٥.