(فَرَّقُوا دِينَهُمْ) : اختلفوا فيه كما اختلفت اليهود والنصارى. وفي الحديث : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلّها في الهاوية إلّا واحدة وهي الناجية. وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلّها في الهاوية إلّا واحدة. وقيل : فرّقوا دينهم فكفروا ببعض وآمنوا ببعض. (وَكانُوا شِيَعاً) : فرقا كلّ فرقة تشيّع إماما لها. (لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) ؛ أي : من السؤال عنهم وعن تفرّقهم. وقيل : عن عقابهم. وقيل : هي منسوخة بآية السيف. (١)
أقول : قد طرح بعض الحديث وهو قوله : ستفترق أمّتي بعدي على ثلاثة وسبعين فرقة كلّها في الهاوية إلّا واحدة. (٢) ومن الاتّفاقات الحسنة أنّ (شيعة علي) موافقة على (فرقة ناجية) في العدد. فافهم. (حسن عفي عنه)
(فَرَّقُوا). حمزة والكسائيّ : «فارقوا» بالالف. (٣)
(يُنَبِّئُهُمْ) بالعقاب. (٤)
[١٦٠] (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : الحسنة الولاية. (٥) وعنه عليهالسلام : انّ الله لمّا أعطى إبليس من القوّة ما أعطاه ، قال آدم : يا ربّ ، سلّطت إبليس على ولدي أجريته فيهم مجرى الدم بالعروق. فما لي ولولدي؟ قال : لك ولولدك السيّئة بواحدة والحسنة بعشر أمثالها. قال : ربّ زدني. قال : التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم. فقال : يا ربّ زدني. قال : أغفر ولا أبالي. (٦)
عن أبي جعفر عليهالسلام : من نوى الصوم ثمّ دخل على أخيه فسأله أن يفطر عنده ، فليفطر
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٨٢ ـ ٨٣.
(٢) بحار الأنوار ٣٠ / ٣٣٥.
(٣) مجمع البيان ٤ / ٦٠٠.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٢٩.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ١٣١.
(٦) تفسير القمّيّ ١ / ٤٢.