قسوة ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه [مقامه] ـ ويعضده قراءة الأعمش بنصب الدال عطفا على الحجارة ـ وإمّا على معنى : أو هي في أنفسها أشدّ قسوة. والمعنى : انّ من عرف حالها ، شبّهها بالحجارة أو بجوهر أقسى منها ؛ وهو الحديد مثلا. أو : من عرفها ، شبّهها بالحجارة أو قال هي أقسى من الحجارة. (بَعْدِ ذلِكَ) : إحياء القتيل أو جميع ما تقدّم. (لَما يَتَفَجَّرُ) ؛ أي : ما يكون فيه خروق واسعة يتدفّق منها الماء الكثير. (لَما يَشَّقَّقُ) ؛ أي : يتشقّق انشقاقا بالطول أو بالعرض فينبع منه الماء. (يَهْبِطُ) : يتردّى من أعلى الجبل. (١)
(الْماءُ). أي دون الأنهار. عن الحسين عليهالسلام. (٢)
(مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) ؛ أي : انقيادا لأمر الله به. (تَعْمَلُونَ). قرأ ابن كثير ونافع بالياء ضمّا إلى ما بعده ، والباقون بالتاء. (٣)
[٧٥] (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
(أَفَتَطْمَعُونَ). الخطاب لرسول الله صلىاللهعليهوآله والمؤمنين. (أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) ؛ أي يصدّقوكم. أو : يؤمنوا لأجل دعوتكم. يعني اليهود. (مِنْهُمْ) : طائفة من أسلافهم. (كَلامَ اللهِ) : التوراة. (ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ). كنعت محمّد صلىاللهعليهوآله. أو يؤوّلونه فيفسّرونه بما يشتهون. وقيل : هؤلاء [من] السبعين المختارين ؛ سمعوا كلام الله حين كلّم موسى بالطور ثمّ قالوا : سمعنا الله يقول في آخره : [إن استطعتم] أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا. (ما عَقَلُوهُ) ؛ أي : فهموه بعقولهم. (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أنّهم مفترون مبطلون. ومعنى الآية : إنّ أحبار هؤلاء ومقدّميهم كانوا على هذه الحالة. فما طمعك بسفلتهم وجهّالهم؟ وإنّهم إن كفروا وحرّفوا ، فلهم سابقة في ذلك. (٤)
__________________
(١) الكشّاف ١ / ١٥٥.
(٢) نور الثقلين ١ / ٩٠ ، عن الخرائج والجرائح.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٠.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٠.