والتوفّي أخذ
الشيء وافيا. والموت نوع منه. قال الله تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) ـ الآية. (الرَّقِيبَ) : المراقب لأحوالهم فتمنع من أردت [عصمته] من القول به
بالإرشاد إلى الدلائل والتنبيه عليها بإرسال الرسل وإنزال الآيات. (شَهِيدٌ) : مطّلع عليه مراقب له.
[١١٨] (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ
عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
(إِنْ تُعَذِّبْهُمْ
فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ). فيه تنبيه على أنّهم استحقّوا ذلك لأنّهم عبادك وقد
عبدوا غيرك.
(عِبادُكَ) الذين عرفتهم عاصين جاحدين لآياتك مكذّبين لأنبيائك. (فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ) : القويّ القادر على الثواب والعقاب. (الْحَكِيمُ) : الذي لا يثيب ولا يعاقب إلّا عن حكمة وصواب. فإن قلت
: المغفرة لا تكون للكفّار. فكيف قال : (وَإِنْ تَغْفِرْ
لَهُمْ)؟ قلت : ما قال إنّك تغفر لهم ، ولكنّه بنى الكلام على
إن فقال : إن عذّبتهم عدلت ، لأنّهم أحقّاء بالعذاب. وإن غفرت لهم مع كفرهم ، لم
تعدم في المغفرة وجه حكمة. لأنّ المغفرة حسنة لكلّ مجرم في العقول ، بل متى كان
المجرم أعظم جرما كان العفو عنه أحسن.
[١١٩] (قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ
الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ
خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ)
(يَوْمُ) قرأ نافع بالنصب ، على أنّه ظرف لقال وخبر هذا محذوف أو
ظرف مستقرّ وقع خبرا. والمعنى : هذا الذي مرّ من كلام عيسى ، واقع يوم ينفع. وقيل
: إنّه خبر ولكنّه بني على الفتح لإضافته إلى الفعل. وليس بصحيح. لأنّ المضاف إليه
معرب. والمراد بالصدق الصدق
__________________