فإنّهم يخرجون في جيش المسلمين خائفين ملامة أوليائهم من اليهود فلا يعملون شيئا يلحقهم فيه لوم من جهتهم. واللّومة : المرّة من اللّوم. وفيها وفي تنكير لائم مبالغتان. (يُؤْتِيهِ) : يوفّق له. (١)
[٥٥] (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) ـ الآية. لمّا نهى عن موالاة الكفرة ، ذكر عقيبه من هو حقيق بها. وإنّما قال : (وَلِيُّكُمُ اللهُ) ولم يقل أولياؤكم ، للتنبيه على أنّ الولاية لله على الأصالة ولرسوله وللمؤمنين على التبع. (٢)
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ). عن أمير المؤمنين عليهالسلام : لو ذكر اسمه في الكتاب ، لأسقط مع ما أسقط. (٣)
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ). عن الصادق عليهالسلام قال : إنّما يعني أولى بكم ؛ أي : أحقّ بكم وبأموركم من أنفسكم وأموالكم الله ورسوله والذين آمنوا. يعني عليّا وأولاده الأئمّة عليهمالسلام إلى يوم القيامة. [ثمّ] وصفهم الله فقال : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ). وكان أمير المؤمنين عليهالسلام في صلاة الظهر وقد صلّى ركعتين وهو راكع وعليه حلّة قيمتها ألف دينار وكان النبيّ أعطاها إيّاه وكان النجاشيّ أهداها له. فجاءه سائل فقال : السّلام عليك يا وليّ الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم. فطرح الحلّة إليه. فأنزل الله فيه هذه الآية. وكلّ من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة ، يكون بهذه النعمة مثله فيتصدّقون وهم راكعون. والسائل الذي سأل أمير المؤمنين ، كان من الملائكة. وكذلك من الأئمّة عليهمالسلام. (٤)
عن الباقر عليهالسلام : إنّ رهطا من اليهود أسلموا فقالوا : يا نبيّ الله ، من وصيّك ومن وليّنا بعدك؟ فنزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) ـ الآية. فقال رسول الله : قوموا فأتوا إلى المسجد. فإذا سائل خارج المسجد. فقال : يا سائل ، أما أعطاك أحد شيئا؟ قال : نعم ؛ هذا الخاتم أعطانيه ذلك
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧٢.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧٢.
(٣) الاحتجاج ١ / ١٣٧.
(٤) الكافي ١ / ٢٨٩ ، ح ٣.