إذا كان مظلوما. ولا تتبّع له عورة. وإن علمت عليه بسوء سترته. وإن علمت أنّه يقبل نصيحتك ، نصحته فيما بينك وبينه. ولا تسلّمه عند شديدة. وتقيل عثرته. وتغفر ذنوبه. وتعاشره معاشرة كريمة. وأمّا حقّ الصاحب ، فأن تصحبه بالمودّة والإنصاف ، وتكرمه كما يكرمك ، ولا تدعه يسبقك إلى مكرمة ، فإن سبق كافيته ، وتودّه كما يودّك ، وتزجره عما يهمّ به من معصية. وكن عليه رحمة ، ولا تكن عليه عذابا. (١)
[٣٧] (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً)
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ). في محلّ النصب ، بدل من من في قوله : (مَنْ كانَ). أو في محلّ الرفع ، على الاستئناف بالذمّ على الابتداء. ومعناه : الذين يبخلون بإظهار ما علموه من صفة النبيّ صلىاللهعليهوآله. أو معناه : الذين يمنعون ما أوجب الله عليهم من الزكاة أو غيرها. (وَيَأْمُرُونَ) غيرهم بذلك. وقيل : يأمرون الأنصار بترك الإنفاق على رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه. (وَيَكْتُمُونَ) ؛ أي : يجحدون ما آتاهم الله من اليسار والثروة ، اعتذارا لهم في البخل. وقيل : معناه : يكتمون ما عندهم من العلم ببعث النبيّ صلىاللهعليهوآله ومبعثه. والأولى أن تكون الآية عامّة. وفي الحديث : انّ الله إذا أنعم على عبده نعمة ، أحبّ أن يرى أثرها عليه. (بِالْبُخْلِ). أهل الكوفة غير عاصم بفتح الباء والخاء ، والباقون بالضمّ. وهما لغتان. (٢)
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ليس البخيل من أدّى الزكاة المفروضة من ماله وأعطى النائبة في قومه. إنّما البخيل حقّ البخيل من لم يؤدّ الزكاة المفروضة من ماله ولم يؤدّ النائبة في قومه. (٣)
عن أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا لم يكن لله في العبد حاجة ، ابتلاه بالبخل. (٤)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : ما كان في شيعتنا فلا يكون فيهم ثلاثة أشياء : لا يكون فيهم من
__________________
(١) الفقيه ٢ / ٣٧٩.
(٢) مجمع البيان ٣ / ٧٣ ـ ٧٤.
(٣) الفقيه ٢ / ٣٤.
(٤) الفقيه ٢ / ٣٥.