الباقون مشدّدة مضمومة الضاد والراء. وهو على القراءة الأولى من ضاره يضيره ضيرا. والضير والضرّ بمعنى واحد. (١)
[١٢١] (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١))
(وَإِذْ غَدَوْتَ) : واذكر إذ خرجت من المدينة غدوة تهيّئ للمؤمنين مواطن القتال.
فإنّه صلىاللهعليهوآله خرج قبل الحرب ليهيّئ مواضع القتال في حرب أحد. وهو المرويّ عن أبي عبد الله عليهالسلام. (وَاللهُ سَمِيعٌ) لما يقوله النبيّ صلىاللهعليهوآله (عَلِيمٌ) بما يضمرونه. (٢)
(مَقاعِدَ) خارج المدينة. لأنّهم رأوا الصلاح في أن يخرج إلى قتال الكفّار خارج المدينة. (٣)
(تُبَوِّئُ) ؛ أي : تنزلهم منازلهم. (٤)
[١٢٢] (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
(إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ) ؛ أي : قصدت وعزمت فرقتان من المسلمين. (أَنْ تَفْشَلا) ؛ أي : تجبنا. والطائفتان هما بنو سلمة وبنو حارثة حيّان من [الأنصار]. (٥)
(إِذْ هَمَّتْ). بدل من (إِذْ غَدَوْتَ) أو عمل فيه معنى (سَمِيعٌ عَلِيمٌ). (طائِفَتانِ). وهما حيّان من الأنصار بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس وهما الجناحان. خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله في ألف ـ وقيل : في تسعمائة وخمسين ـ والمشركون في ثلاثة آلاف. فانخزل عبد الله بن أبيّ بثلث الناس وقال : يا قوم ، علام نقتل أنفسنا وأولادنا؟ فتبعهم عمرو بن حزم الأنصاريّ فقال : أنشدكم الله في نبيّكم وأنفسكم. فقال عبد الله : لو نعلم قتالا
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٨٢٢.
(٢) مجمع البيان ٢ / ٨٢٣ ـ ٨٢٤.
(٣) الكشّاف ١ / ٤٠٨ ، وتفسير البيضاويّ ١ / ١٧٨.
(٤) الكشّاف ١ / ٤٠٩.
(٥) مجمع البيان ٢ / ٨٢٤.