قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]

    عقود المرجان في تفسير القرآن

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]

    تحمیل

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]

    351/663
    *

    تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ (١١٠))

    (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ). قرأ الباقر عليه‌السلام : [أنتم] خير أئمة بالألف. (١)

    عن الصادق عليه‌السلام : نزلت هذه الآية على محمّد وفي الأوصياء عليهم‌السلام خاصّة. (٢)

    عن ابن سنان قال : قرأت على أبي عبد الله عليه‌السلام : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ). فقال : خير أمّة يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم‌السلام! فقال القارئ : جعلت فداك ؛ كيف نزلت؟ فقال : نزلت : «أنتم خير أئمة». ألا ترى مدح الله لهم : (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ). (٣)

    (كُنْتُمْ) ؛ أي : أنتم خير أمّة. وإنّما قال : (كُنْتُمْ) لتقدّم البشارة بهم في الكتب الماضية. وقيل : المراد : كنتم خير أمّة عند الله في اللّوح المحفوظ. وقيل : إنّ كان تامّة و (خَيْرَ أُمَّةٍ) نصب على الحال. أي : وجدتم وخلقتم خير أمّة. (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ). لأنّه يرفع عنهم القتل في الدنيا والعذاب في الآخرة. (مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ) ؛ أي : المعترفون بما دلّت عليه كتبهم من نعت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله والبشارة [به] كعبد الله بن سلام وأصحابه من اليهود والنجاشيّ وأصحابه من النصارى. (وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ) ؛ أي : الخارجون عن طاعة الله. وإنّما وصفهم بالفسق دون الكفر الذي هو أعظم ، لأنّ الغرض الإيذان بأنّهم خرجوا عمّا يوجبه كتابهم من الإقرار بالحقّ في نبوّة نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله. وقيل : لأنّهم في الكفّار بمنزلة الفسّاق في العصاة لخروجهم إلى الحال الفاحشة التي هي أشنع وأفظع. (٤)

    (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ). [لأنّهم إنّما آثروا دينهم على دين الإسلام حبّا للرئاسة واستتباع العوامّ ، ولو آمنوا ، لكان لهم] من الرئاسة وحظوظ الدنيا ما هو خير ممّا آثروا دين الباطل لأجله مع الفوز بما وعدوه على الإيمان من إيتاء الأجر مرّتين. (٥)

    __________________

    (١) لم نعثر عليه في المناقب ولكن نقل عنه في البحار ٢٤ / ١٥٥ ، ح ١٢ ، وفيه : أنتم خير أمة».

    (٢) تفسير العيّاشيّ ١ / ١٩٥ ، ح ١٢٩.

    (٣) تفسير القمّيّ ١ / ١١٠.

    (٤) مجمع البيان ٢ / ٨١١.

    (٥) الكشّاف ١ / ٤٠٠.