قائمة الکتاب
إعدادات
عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]
عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]
المؤلف :السيّد نعمة الله الجزائري
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسّسة شمس الضحى الثقافيّة
الصفحات :663
تحمیل
تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ (١١٠))
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ). قرأ الباقر عليهالسلام : [أنتم] خير أئمة بالألف. (١)
عن الصادق عليهالسلام : نزلت هذه الآية على محمّد وفي الأوصياء عليهمالسلام خاصّة. (٢)
عن ابن سنان قال : قرأت على أبي عبد الله عليهالسلام : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ). فقال : خير أمّة يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام! فقال القارئ : جعلت فداك ؛ كيف نزلت؟ فقال : نزلت : «أنتم خير أئمة». ألا ترى مدح الله لهم : (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ). (٣)
(كُنْتُمْ) ؛ أي : أنتم خير أمّة. وإنّما قال : (كُنْتُمْ) لتقدّم البشارة بهم في الكتب الماضية. وقيل : المراد : كنتم خير أمّة عند الله في اللّوح المحفوظ. وقيل : إنّ كان تامّة و (خَيْرَ أُمَّةٍ) نصب على الحال. أي : وجدتم وخلقتم خير أمّة. (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ). لأنّه يرفع عنهم القتل في الدنيا والعذاب في الآخرة. (مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ) ؛ أي : المعترفون بما دلّت عليه كتبهم من نعت محمّد صلىاللهعليهوآله والبشارة [به] كعبد الله بن سلام وأصحابه من اليهود والنجاشيّ وأصحابه من النصارى. (وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ) ؛ أي : الخارجون عن طاعة الله. وإنّما وصفهم بالفسق دون الكفر الذي هو أعظم ، لأنّ الغرض الإيذان بأنّهم خرجوا عمّا يوجبه كتابهم من الإقرار بالحقّ في نبوّة نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله. وقيل : لأنّهم في الكفّار بمنزلة الفسّاق في العصاة لخروجهم إلى الحال الفاحشة التي هي أشنع وأفظع. (٤)
(لَكانَ خَيْراً لَهُمْ). [لأنّهم إنّما آثروا دينهم على دين الإسلام حبّا للرئاسة واستتباع العوامّ ، ولو آمنوا ، لكان لهم] من الرئاسة وحظوظ الدنيا ما هو خير ممّا آثروا دين الباطل لأجله مع الفوز بما وعدوه على الإيمان من إيتاء الأجر مرّتين. (٥)
__________________
(١) لم نعثر عليه في المناقب ولكن نقل عنه في البحار ٢٤ / ١٥٥ ، ح ١٢ ، وفيه : أنتم خير أمة».
(٢) تفسير العيّاشيّ ١ / ١٩٥ ، ح ١٢٩.
(٣) تفسير القمّيّ ١ / ١١٠.
(٤) مجمع البيان ٢ / ٨١١.
(٥) الكشّاف ١ / ٤٠٠.