أربعمائة رجل من مهاجري قريش لم يكن لهم مساكن في المدينة ولا عشائر وكانوا في صفّة المسجد ـ وهي سقيفة ـ يتعلّمون القرآن باللّيل ويرضخون النوى بالنهار. وكانوا يخرجون في كل سريّة بعثها رسول الله صلىاللهعليهوآله فمن كان عنده [فضل أتاهم به إذا أمسى]. (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً) بل يسألون بلطف. (١)
قال العالم عليهالسلام : الفقراء هم الذين لا يسألون. (٢)
(لِلْفُقَراءِ). قال أبو جعفر عليهالسلام : نزلت في أصحاب الصفّة. (أُحْصِرُوا) من المرض أو للعبادة. (يَحْسَبُهُمُ). حمزة وعاصم بفتح السين ، والباقون بكسرها. (الْجاهِلُ) بحالهم. (مِنَ التَّعَفُّفِ) ؛ أي : الامتناع من السؤال والتجمّل في اللّباس والستر لما فيه من الفقر طلبا لرضوان الله. (بِسِيماهُمْ) ؛ أي : بالنظر إلى وجوههم لما يرى من علامات الفقر. وقيل : لما يرى من التخشّع والخضوع الذي هو شعار الصالحين. (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ) أصلا. كقولك : ما رأيت مثله ؛ أي : ليس له مثل. (مِنْ خَيْرٍ) ؛ أي : من مال. أو : في وجوه الخير. (٣)
[٢٧٤] (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤))
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ). قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : نزلت في النفقة على الخيل. (٤)
قال الصدوق : نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام على ما روي. وكان سبب نزولها أنّه كان معه أربعة دراهم فتصدّق بدرهم منها في اللّيل وبدرهم في النهار وبدرهم في السر وآخر في العلانية. (٥)
(سِرًّا وَعَلانِيَةً). حالان من (يُنْفِقُونَ). أي : مسرّين ومعلنين. (٦)
__________________
(١) الكشّاف ١ / ٣١٨.
(٢) تفسير عليّ بن إبراهيم ١ / ٢٩٨.
(٣) مجمع البيان ٢ / ٦٦٥ ـ ٦٦٦.
(٤) الفقيه ٢ / ١٨٨.
(٥) الفقيه ٢ / ١٨٨.
(٦) مجمع البيان ٢ / ٦٦٧.