والآيات. (١)
(لا إِكْراهَ) أي : لا يجري الله أمر الإيمان على الإجبار والقهر ، ولكن على التمكين والاختيار. ونحوه قوله : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)(٢). (٣)
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ). فيه أقوال. أحدها : انّه الشيطان. وهو المرويّ عن أبي عبد الله عليهالسلام. وثانيها : انّه الكاهن والساحر. وثالثها : انّه مردة الجنّ والإنس. ورابعها : انّه الأصنام وما عبد من دون الله. (اسْتَمْسَكَ) ؛ أي : اعتصم (بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) : بالعصمة الوثيقة وعقد لنفسه من الدين عقدا وثيقا لا تحلّه شبهة وهو الإيمان بالله ورسوله. وجرى هذا مجرى المثل لحسن البيان بإخراج ما لا يقع به الإحساس إلى ما يقع. (سَمِيعٌ) لأقوالهم. (عَلِيمٌ) بضمائرهم. (٤)
(لا إِكْراهَ) ؛ أي : لا يكره أحد على دينه إلّا بعد أن يبيّن له. (بِالطَّاغُوتِ). هم الذين غصبوا آل محمّد صلوات الله عليهم حقّهم. (بِالْعُرْوَةِ). يعني الولاية. (لَا انْفِصامَ) ؛ أي : حبل لا انقطاع له. (٥)
(بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى). عن الصادق عليهالسلام : الإيمان. (٦)
وعن الكاظم عليهالسلام : ولايتنا أهل البيت. (٧)
عن الصادق عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام من خطبة : أنا حبل الله المتين. وأنا عروة [الله] الوثقى. (٨)
[٢٥٧] (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٦٣١.
(٢) يونس (١٠) / ٩٩.
(٣) الكشّاف ١ / ٣٠٣.
(٤) مجمع البيان ٢ / ٦٣١.
(٥) تفسير عليّ بن إبراهيم ١ / ٨٤ ـ ٨٥.
(٦) الكافي ٢ / ١٤.
(٧) نور الثقلين ١ / ٢٦٣ ، عن المناقب.
(٨) التوحيد / ١٦٥.