مولّيها إيّاه. وقرأ ابن عامر : «مولاها» ؛ أي : هو مولى تلك الجهة قد وليها. (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) من أمر القبلة وغيره ممّا ينال به سعادة الدارين ، أو الفاضلات من الجهات ؛ وهي المسامتة للكعبة. (أَيْنَما تَكُونُوا) من موافق ومخالف مجتمع الأجزاء ومفترقها ، يحشركم الله إلى المحشر للجزاء. أو : أينما تكونوا من أعماق الأرض وقلل الجبال ، يقبض أرواحكم. أو : أينما تكونوا من الجهات المتقابلة ، يأت بكم الله جميعا ويجعل صلاتكم كلّها إلى جهة واحدة. (١)
(الْخَيْراتِ). عن الباقر عليهالسلام قال : (الْخَيْراتِ) الولاية. (٢)
(أَيْنَما تَكُونُوا). عن الجواد عليهالسلام في وصف القائم عليهالسلام : أصحابه عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض. وذلك قول الله : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً). فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص ، أظهر الله أمره. فإذا كمل له العقد ـ وهو عشرة آلاف ـ خرج بإذن الله. فلا يزال يقتل أعداء الله. (٣)
وقال الصادق عليهالسلام : نزلت هذه الآية في أصحاب القائم عليهالسلام. إنّهم المفتقدون من فرشهم ، فيصبحون بمكّة. وبعضهم يسير في السحاب ؛ وهو أعظم إيمانا. (٤)
[١٤٩] (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
(خَرَجْتَ) من البلاد (فَوَلِّ وَجْهَكَ) ؛ أي : استقبل بوجهك تلقاء المسجد الحرام. وإنّما كرّره لأنّه في الأوّل حال الحضر وفي الثاني حال السفر. (وَإِنَّهُ) ؛ أي : التوجّه إلى الكعبة ، هو الحقّ المأمور به من ربّك ، أو هو الحقّ الثابت الذي لا يزول بنسخ. (٥)
(وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ). أي في السفر. «يعملون» بالياء. أبو عمرو. (٦)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٩٤.
(٢) الكافي ٨ / ٣١٣ ، ح ٤٨٧.
(٣) كمال الدين / ٣٧٨.
(٤) كمال الدين / ٦٧٢ ، ح ٢٤.
(٥) مجمع البيان ١ / ٤٢٦.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٩٤.