ثم إن العمل قد يكون رفعاً، نحو : (قام وذهب خليلٌ) وقد يكونُ نصباً، نحو : (زُرت وحادثتُ عمراً) وقد يكون يكون جراً، نحو : آمنتُ واستغنتُ بالله، وقد يكون مُختلفاً، نحو : «حادثني وحادثت سليماً».
ويلزم أن يكون العاملان مُتصرفين مختلفين لفظاً، فلا يكون التنازعُ بين فعلين جامدين، ولا حرفين، ولا في معمولٍ متقدم، ولا في متوسط وكما يكون العاملان فعلين يكون شبه فعل، نحو : أمتقنٌ وحاذق أخوك مهنتهُ، وقد يقع التنازع بين أكثر من عاملين، وأكثر من معمول واحد، ولا يجوز تسلط عاملين على معمول واحد، بل يجب أن يختار أحدهما للعمل في الظاهر وحده، ويهمل الآخر عن العمل فيه.
فإذا أعملت العامل الأول في الاسم الظاهر، أعملت الثاني في ضميره، مرفوعاً كان أو غير مرفوع، نحو : قام وقعدا أخواك ـ وزرتُ فُسرَّا أخويك ـ وحادثتُ فأفادني عمراً.
وإذا أعملت الثاني في الظاهر، أعملت الأول في ضميره إن كان مرفوعاً، نحو : درساً واستفاد التلميذان ـ واجتهدا فأكرمتُ التلميذين وتكلما فأثنيتُ على التلميذين.
وإن كان ضميرهُ غير مرفوع حذفته، نحو : سمعتُ فأفادني المعلمُ، ولا يقال: سمعته فأفادني المعلم(١).
__________________
أو الأول على طريق الفاعلية ـ والثانى على طريق المفعولية ـ أو باعكس.
(١) إن ما ورد على خلاف ذلك بإظهار الضمير المنصوب فضرورة كقول الشاعر: