فهذا مجموع أقوال [الناس]
في مسمّى الإيمان في عرف الشرع.
والذي نذهب إليه :
أنّ الإيمان عبارة عن التصديق بالقلب والإقرار باللسان .
ونعني بالتصديق :
الحكم الذهني بالثبوت والانتفاء الجازم المطابق الثابت ، وهو المستند إلى الدليل
الصحيح في مادّته وصورته. والإقرار باللسان المطابق لذلك.
وذلك التصديق هو
العلم التصديقي بوجود الله تعالى وصفاته الإيجابية والسلبية التي يجب [معرفتها] على المكلّف كالتوحيد ، وبالنبوّة وثبوتها لمحمّد بن عبد
الله صلىاللهعليهوآله ، وبصفاته من العصمة والمعجزة ، وبإمامة الأئمّة الاثني
عشر و [بعصمتهم] ، وبقاء الإمام صاحب الزمان ـ صلوات الله عليهالسلام ـ إلى انقراض
المكلّفين.
وقد بيّن [ذلك في]
علم الكلام.
إذا تقرّر هذا فنقول : قد [تحصل] من هذه الأقوال والمذاهب انحصار الناس في قولين :
أحدهما : قول من شرط العمل جزءا من الإيمان.
وثانيهما : من لا يجعله جزءا من الإيمان.
فعلى [المذهب] الأوّل لا بدّ وأن يكون جزء الإيمان هو العمل الصالح
الصحيح ، ولا بدّ وأن يجعل الله تعالى طريقا إلى العلم اليقيني بصحّته ، فإمّا أن
يكون من طريق الإخبار ، أو لا.
__________________