والأوّل لا مجال
له في الأحكام عند [أهل السنّة] ، ولا يفيد أكثر الأحكام عند المعتزلة والإمامية .
فهو نقلي ، فتعيّن
الثاني.
والكتاب والسنّة
لا يفيدان اليقين في كلّ الأحكام لكلّ المكلّفين ، ولا يفيد ذلك إلّا قول المعصوم.
فتعيّن [وجود] معصوم يفيد قوله اليقين ، ويجب على كافة المكلّفين اتّباعه
، فلا يجوز أن يكون الإمام غيره ، فالإمام معصوم ، وهو المطلوب.
الخامس عشر : قوله
تعالى : (أَنْ
تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ) .
وجه الاستدلال : أنّه تعالى أمر بثلاثة أشياء :
الأوّل : البرّ.
الثاني : التقوى.
الثالث : الإصلاح بين الناس.
وتقديم الأوّلين
عليه يدلّ على أنّه لا يكون إلّا بطريق يفيد العلم ؛ لأنّ البرّ والتقوى إنّما
يتحقّقان بالعدول عن المظنون إلى المعلوم ، وهذا في الأمور الكلّية أولى بالثبوت من الأمور الجزئية ، وأنّ الإمامة أمر كلّي.
__________________