الثامن : الأدلّة النقلية الموجودة من الكتاب والسنّة لا تفيد العلم [بكلّ] (١) واحد واحد من الأحكام في كلّ واقعة واقعة لكلّ شخص شخص إلى انقراض العالم ، وهذا متّفق عليه بين الكلّ.
والتقدير : أنّ الخطاب عامّ ، وأنّ الله عزوجل نصب البيّنات لكلّ المكلّفين في الأحكام.
والتقدير : أنّه لم يحصل الإعلام للأحكام لكلّ مكلّف [بكلّ حكم] (٢) ، فإمّا أن يعلم من الإمام أو غيره ؛ إذ الأحكام كلّها عند الأشاعرة نقلية (٣) ، والأكثر عند المعتزلة (٤) ، وهو ظاهر.
ولم يوجد من الأوامر والأحكام ونصوص الكتاب والسنّة إيجاب اتّباع غير المعصوم اتّباعا عامّا ، بل إيجاب اتّباع الإمام ، وقد (٥) تقدّم (٦) في ذلك أدلّة كثيرة ، فكيف يحصل البيّنات من غيره ولم [يذكره] (٧) الله تعالى ، ومنه لا يحصل ويذكره ويأمر باتّباعه؟! هذا ضدّ البيّنات ، وهو محال.
التاسع : قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٨).
هذا يدلّ على أنّ أمر أولي الأمر من البيّنات ، كما أنّ أمر الرسول من البيّنات ، وهو ظاهر.
__________________
(١) في «أ» و «ب» : (وكلّ) ، وما أثبتناه للسياق.
(٢) في «أ» : (بحكم) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) انظر : كتاب أصول الدين : ٢٠٥. المحصول في علم أصول الفقه : ١٦٧.
(٤) المعتمد في أصول الفقه ١ : ٦ ـ ٧ ، ٢ : ٤٠٣. المحصول في علم أصول الفقه ١ : ١٦٧.
(٥) في «أ» زيادة : (قال) بعد : (قد) ، وما أثبتناه موافق لما في «ب».
(٦) تقدّم في الدليل الثالث والخمسين ، والدليل الخامس والخمسين ، والدليل السادس والخمسين ، والدليل السابع والخمسين وفي غيرها من المائة السابعة.
(٧) في «أ» : (يذكر) ، وما أثبتناه من «ب».
(٨) النساء : ٥٩.