العشرون : قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) (١).
اعلم أنّ هذه الآية تدلّ على أنّ الإهلاك للفاسقين بذنوبهم إنّما هو بعد أن تجيئهم البيّنات ، أي الأمور المفيدة للعلم ، والرسل إنّما يركبون الحجّة بعد تبليغ ما يفيد العلم ، وهذا عامّ في كلّ الأزمان ، وإلّا [لمنعت] (٢) بعض الأمّة من اللطف ، هذا خلف.
ومع عدم إمام معصوم لا يحصل ما يفيد العلم ؛ لأنّ ظواهر القرآن والأحاديث لا تفيد العلم ، فلا بدّ من إمام معصوم في كلّ الأوقات ، وهو المطلوب.
الحادي والعشرون : قال الله تعالى : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٣).
اعلم أنّ دعاء الله بالوحي إلى النبيّ و [بهداه] (٤) ، والنبيّ يفيد الإمام ويعلّمه (٥) ويهديه إلى صراط مستقيم ، والإمام يهدي الأمّة إلى صراط مستقيم.
وغير المعصوم لا يعلم أنّه يدعو إلى ذلك ، فيحصل نقض الغرض من نصبه ، فيستحيل أن يكون الإمام غير معصوم ، هذا خلف.
الثاني والعشرون : قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ ...) الآية (٦).
كلّ إمام داع إلى ذلك بالضرورة ، ولا شيء من غير المعصوم بداع إلى ذلك بالإمكان ، فلا شيء من الإمام بغير معصوم ، وهو المطلوب.
__________________
(١) يونس : ١٣.
(٢) في «أ» : (لنفت) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) يونس : ٢٥.
(٤) في «أ» : (يهديه) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) في «أ» و «ب» زيادة : (ويعلّم) بعد (ويعلّمه) ، وما أثبتناه موافق للسياق.
(٦) يونس : ٢٦.