الرابع والثلاثون
: وجوب طاعة الإمام كوجوب طاعة النبيّ ووجوب طاعة الله تعالى ؛ لقوله تعالى : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ) .
وإنّما يتماثل
الطاعتان في الوجوب [لو] تماثل الأمران ، لكنّ أمر الله تعالى لا يمكن أن يكون خطأ
، فكذا أمر الإمام وفعله ، ولا نعني بالمعصوم إلّا ذلك.
الخامس والثلاثون
: الواجب لا بدّ وأن يختصّ بصفة زائدة على حسنه تقتضي وجوبه ؛ إذ إيجاب أحد
المتساويين دون الآخر ترجيح من غير مرجّح لا يليق بالحكيم ، فإيجاب اتّباع الإمام في
أفعاله وأقواله لا بدّ وأن يكون بصفة فيها ، [وتلك هي] كونها صوابا دائما. ولا نعني بالمعصوم إلّا ذلك.
السادس والثلاثون
: قوله تعالى : (إِنَّكَ
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) .
هذا يدلّ على عصمة
النبيّ ؛ لأنّ معنى كونه على صراط مستقيم : أي لا يجوز عليه الخطأ ، بل كلّ أفعاله
صواب ، وإلّا لخرج عن الاستقامة في وقت ما. لكن إنّما يقال : إنّه على صراط مستقيم
، أن لو كان كذلك دائما.
ولأنّه ترغيب في
وجوب اتّباعه وإعلام للأمّة أنّ النبيّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ على صراط مستقيم
فاتّبعوه إلى ذلك الصراط.
لكنّ النبوّة له
دائما وعلى كلّ التقادير ، وكذا وجوب الاتّباع ، فيكون على صراط مستقيم دائما.
والقائم مقامه
وخليفته داع إلى ما دعا إليه ، فينبغي أن يكون على ذلك الصراط الذي هو عليه ، فيجب
كونه معصوما.
__________________