ويزيل الأوساخ كالصابون ، وطالما ادعوا أنها تزيل الأمراض الكبدية اليرقانية (والايجاجروبيل) أي الكرات المكونة من الصوف هي كلمة يونانية مركبة من كلمتين ايجا جروس ، ومعناها العنز البرية ويبلوس ، ومعناها كرة من صوف ، وهي تجمعات توجد في أنفحة الحيوانات المجترة مكون خصوصا من شعر هذه الحيوانات لما كانت تلعق بعضها ، وحركات معدتها جمعتها ببعضها على هيئة كرات ملبدة ، وتوجد أحيانا في أمعاء الفرس ، وكان بعض الناس ينسبون إلى هذه التجمعات خواص مشابهة البنزهير الحيواني ، لكنها لا تعتبر الآن إلا من المستغربات ، ويمكن وجود هذه التجمعات في المذابح من العجول والأثوار الضأن.
(البنزهير الحيواني)
قديما كان يستعمل في الطب حصيات مستخرجة من أمعاء جملة حيوانات ثديية مجترة ، زعموا أنها مضادة لسموم الحيوانات ، وكانت تسمى بالبنزهير الحيواني ، ولا نتكلم إلا على البنزهير المشرقي أي العجمي فنقول : هذا البنزهير يتحصل من المعز البري ، ولونه من الظاهر أخضر وسخ يشبه قطعة من شمع مصقول ، وهو مكون من الباطن من عدة طبقات ذات مركز واحد رقيقة جدا ذات لون أخضر داكن على التعاقب ، وليس له منسوج بلوري ، ومكسره نظيف لامع كالراتنجيات وهو هش جدا يستحيل إلى جملة قطع إذا نشر ، وطعمه مر ، ورائحته عطرية نباتية خاصة به ، ويذوب على النار بسهولة ويحترق بلمعان كالراتينج ، وتكون هذا البنزهير في المعز الأهلي ناشئ عن وجود بعض نباتات راتنجية جدا عطرية يأكل منها المعز مقدارا وافرا ، وهي تنبت ببلاد العجم وهناك جملة أنواع من البنزهير الحيواني مختلفة التركيب فلا نطيل الكلام بذكرها هنا لأنها لا تفيد شيئا.
(التقسيم التاسع الحيوانات الفطيسية
وهو تابع لما تقدم من أقسام الحيوانات لكن أخرناه لمناسبة له هنا)
هي حيوانات ثديية ليس لها رجلان خلفيتان ، وينتهي جذعها بذنب سميك ينتهي بعوام غضروفي أفقي ، ويتصل رأسها بالجذع بعنق قصير جدا فلا يشاهد فيه أدنى اختناق ، والعظام الأولى لأطرافها المقدمة قصيرة ، وأطرافها الخلفية مفرطحة ومغلقة في جلد وترى يحيلها إلى عوامات ، وهذا هو شكل الأسماك تقريبا نعم عوام الذنب في الأسماك عمودي ، والحيوانات الفطيسية تمكث في المياه ، لكن حيث إنها تتنفس بالرئتين تحتاج إلى الصعود على سطح الماء في أغلب الأحيان كي تستنشق الهواء وكل من دمها الحار وأذانها المنفتحة إلى الخارج بثقوب