فوظيفة الكيس البطني كوظيفة رحم ثان ، والواقع أنها تعلق بالحلمات ، وتضبطها بفمها ، وتغلقه غلقا محكما ، فيرتشح اللبن بهذه الكيفية شيئا فشيئا ، ويقوم في هذه المدة الأولى لحياتها مقام الدم الذي تتغذى به في بطن أمها ، وفي هذه الحالة تعيش وتنمو في هذه الكيس ولا تخرج منه إلا في الوقت الذي تكتسب فيه النمو ، وقبل أن تبدأ في المشي بزمن طويل ترجع إلى هذا الكيس متى خافت أدنى خطر يدخل تحت هذا القسم االساريج والكانجور.
(القسم الخامس الحيوانات القراضة):
هي حيوانات ثديية ذات أظافر تضع أولادها أحياء ، وهي قصيرة القامة غالبا ذات جبن ، تتوالد مع الإخصاب العظيم جدا ، وقوائمها الخلفية أطول من المتقدمة ، فلذلك يكون وثوبها أكثر من مشيها ، وأمعاؤها طويلة للغاية ، وتنقسم الحيوانات القراضة إلى قسمين الأول منهما (٩) الجندبيدستر ، وهذه الحيوانات مشهورة بالصناعة التي تفعلها في بناء مسكنها ذي الدورين السفلى منهما يكون تحت الماء ، وتجعله محزنا لقوته ، والعلوي تجعله مسكنا لها خصوصا في مدة الشتاء ومعلوم أنها تقطع فروع الأشجار بأسنانها ، وأنها تستعمل ذنبها في نقل الطين وتضعه على حيطان مساكنها ، فتجعله كمحارة المعروفة للبناء ، ومتى كانت هذه الحيوانات ساكنة في ماء جار ، فإنها تحفظ مسكنها بعمل حشر طوله نحو مائة قدم ، وسمكه اثنا عشر قدم يكون عموديا نحو التيار ، ومنحدر نحو المساكن تبنى بجانبه جملة بيوت لكل واحد منها منفذان : أحدهما للتوصل على الشاطئ والثاني للدخول تحت الماء ، وجلد يتحصّل منه فراء غالية الثمن ، وقلب المنستر يتكون في كيس تحت الذنب ، وخواصه هو دواء منبه يقع تأثيره على المجموع العصبي بالخصوص ، فيؤثر كتأثير الزباد والمسك وجميع الأدوية المضادة للتشنج ، ومقدر الاستعمال منه من عشر قمحات إلى عشرين ، والغالب أن يحدث استعماله إدرارا للطمث خصوصا للنساء ذوات المزاج العصبي ، ويعطي حقنا وجرعا وبلوغا وشرابا ، ومن هذا القسم الفيران واليربوع ، والظربان المعروف بحامل الشوك والأرنب.
(القسم السادس الحيوانات عديمة الأسنان):
هي حيوانات ذوات أظافر تتميز بفقد الأسنان القواطع ، وبعضها ليس له أنياب أيضا ، وبعضها لا أسنان له بالكلية ، وهي مشهورة بأوصافها وبعدم النشاط ، وأغلبها يحفر حجور يمكث فيها مدة النهار ، ولا يخرج إلا ليلا ، وينقسم هذا القسم إلى ثلاثة أقسام ثانوية : الأول
__________________
(٩) قوله : الأول منهما ... إلخ. لم يذكر القسم الثاني فيما يأتي. اه.