أبيض ، وذكرت في سبب ذلك أنها في صباح يوم خرجت من حضن زوجها فرأت عبدا أسود من عبيده بيده طبنجا فراودها عن نفسها وخوفها فمكنته. وشوهد أيضا أن جارية من «جدلوب» جزيرة من جزائر «انتيلا» أيضا ولدت ولدين كاملي الأشهر أحدهما أسود والآخر كالمولد بين أسود وأبيض ؛ وذلك لأنها في مساء واحد جومعت من أسود وأبيض ، وجارية أخرى ولدت ثلاثة أولاد واحد أسود وواحد أبيض وواحد بينهما ، وخادمة بيضاء ولدت في ولادة واحدة بنتا بيضاء وولدا في غاية السواد ، وكان اتفق أنه كان معها في المنزل من الخدم عبد أسود وخادم أبيض فلما سمعا بحملها هربا من المنزل واختفيا ، وذكر بعضهم ما يشبه ذلك. وإذا كان ذلك الآن عند جميع المؤلفين محققا كان السبب في كيفية حصوله في غاية السهولة ؛ وذلك لأنه يصح تلقيح بذرتين إحداهما بعد الأخرى في امرأة جومعت من اثنين أو أكثر في يوم واحد أو في مسافة يومين أو ثلاثة ، أعني في اللحيظة التي حصل فيها من تنبه الجماع الأوّل الملقح سكب لينفا في تجويف الرحم قابلة للتجمد يتكون منها عقب ذلك الغشاء الساقط ، وأيضا يمكن أن بذرتين أحييتا بجماع واحد ، ولكن لا تنزلان في تجويف الرحم معا ؛ بل تنزل أحداهما بعد الأخرى بزمن طويل ، وإن كمال بذرتين قد لا يكون في درجة واحدة عند انضمامهما بالأصل المجهز من الرجل ، وقد يتفق أن لا تنفصل إحدى البذرتين من المبيض إلا بعسر عظيم ، فتبقى ملتصقة به بدون أن تنمو بسرعة كنمو أختها ، فلا تخرج من الحوصلة وتمر في البوق إلا بعد مدّة طويلة ، قال بعض المؤلفين : وأتعجب من كون متأخري المشرحين ، بل وبعض الأطباء في الطب الشرعي اختاروا أن الحبل على الحبل يحصل إلى أن تصل البذرة للرحم ، ونازعوا في إمكان حصول ذلك فيما بعد هذا الزمن ، وينبغي أن لا يسلم لهم ذلك في كلا الحالين معا ، فإن اللينفا القابلة للتجمد إلى الغشاء الساقط هي أيضا كالبذرة نفسها قادرة على أن تمنع ملامسة الأصل المنوي من الرجل للذي من المرأة. والمشاهدات التي سبق بعضها تؤكد ذلك كخروج علقة بأغشيتها من جنين كامل الأشهر ، وكذا جنين أبيض مع أسود ، وأما الحالة التي ذكرها بعضهم من أن امرأة ولدت جنينا كامل النمو حيا في كمال أشهره ثم وضعت آخر مثله قويّا بعد ثلاثة أشهر من ولادة الأوّل فهذه يمكن أن تدرك علينا ما قلنا إذا لم نشرح حالتها ، ومع ذلك لنا أن نقول : إن الحبل على الحبل لا يمكن إلا في أمور أحدها : في حالة الحمل خارج الرحم. ثانيها : في حالة ازدواج الرحم ، ثالثها : إذا جومعت المرأة في يوم واحد من رجلين مختلفين أو من رجل واحد في أزمنة متقاربة. وننهي ذلك بقولنا : ما دام تجويف الرحم غير مملوء بمادّة ولم تنسدّ منها فوهة البوقين كان التلقيح الثاني مقبولا للعقل ويمكن أن يختار أن جميع ما قيل إلى الآن في الحبل على الحبل ينسب لأحد أنواع الحبل المضاعف.