لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله عندما أمر أن يخرج
معه نساؤه أخرج فاطمة عليهاالسلام
فقط ، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط ، وعندما أُمر أن يخرج
معه نفسه أخرج عليّاً ، فكان عليّ عليهالسلام
نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله.
إلّا أنّ كون عليّ نفس رسول الله
بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي هو المراد ، وأقرب المجازات إلى
المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون عليهالسلام
مساوياً لرسول الله صلىاللهعليهوآله
في جميع الخصوصيات ، إلّا ما أخرجه الدليل وهو النبوّة ، إذ لا نبيّ بعد رسول الله
صلىاللهعليهوآله.
ومن خصوصيات رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه أفضل من جميع
المخلوقات ، فعليّ عليهالسلام
كذلك ، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل ، إذاً لابدّ من تقدّم علي عليهالسلام على غيره في التصدّي
لخلافة المسلمين.
جواز المباهلة لغير
المعصوم
س : هل هناك إذن وجواز شرعي للمباهلة
لغير المعصوم عليهالسلام
، أي في زماننا؟ وكيف ذلك؟ هل في كافّة المواضيع ، أو في حالات خاصّة؟
ج : وردت أحاديث في هذا المجال
تُفيد هذا المعنى ، ولكنّ الذي يبدو منها أنّ هذا الأمر (المباهلة) يختصّ بموضوع
العقيدة لا مطلق المواضيع.
أي أنّ ظاهر هذه الروايات اختصاص
المسألة بموارد إنكار الحقّ ، وعدم تأثير الأدلّة والحجج في نفوس البعض ، وإصرارهم
على الباطل ، ففي هذه الحالة التي يتوقّف إظهار الحقّ على الإقدام بالمباهلة ،
يجوز إتيان ذلك بالمواصفات التي جاءت في الروايات من الصوم ، والالتزام بالوقت
المحدّد وغيرها.
__________________