خلقتكما» .
الثاني : ما استفاض في الأخبار من أنّ
علم الأئمّة عليهمالسلام
أكمل من علوم كلّ الأنبياء عليهمالسلام
، وذلك أنّ من جملته علم الاسم الأعظم ، وهو ثلاثة وسبعون حرفاً ، حرف منها استأثر
به الله تعالى نفسه ، واثنان وسبعون علّمها لرسوله ، وأمره أن يعلّمها لأهل بيته.
وأمّا باقي الأنبياء عليهمالسلام ، فقال الإمام
الصادق عليهالسلام
: «إنّ عيسى بن مريم أُعطي حرفين كان يعمل بهما ، وأُعطي موسى أربعة أحرف ،
وإبراهيم ثمانية أحرف ، وأُعطي نوح خمسة عشر حرفاً ، وأُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً
، وإنّ الله جمع ذلك كلّه لمحمّد صلىاللهعليهوآله
...» .
الثالث : إنّ القرآن الكريم أشار إلى
أنّ الأنبياء عليهمالسلام
لو بُعثوا في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله
، لما وسعهم إلّا الإيمان به واتّباعه ، ومقتضى الإيمان والاتّباع هو الامتثال
لكلّ ما يأمر به النبيّ صلىاللهعليهوآله
واتباعه في كلّ شيء.
فلو فرضنا أنّ الأنبياء موجودون في زمان
النبيّ صلىاللهعليهوآله
، ونصّ على إمامة الأئمّة عليهمالسلام
، وأمر بأتباعهم ، فهل يسع الأنبياء مخالفة ذلك؟
وحينئذٍ نسأل أيّهما أفضل الإمام أم
المأموم؟ والتابع أم المتبوع؟ وإذا ثبتت أفضليتهم في هذا الحال ، فهي ثابتة في كلّ
الأحوال ، فليس هناك ما يمنع من أفضلية الأئمّة عليهمالسلام
على سائر الأنبياء ، لا عقلاً ولا شرعاً.
الرابع : إنّ أهل السنّة رووا في كتبهم
: أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله
قال : «علماء أُمّتي كأنبياء بني إسرائيل»
، أو بمنزلة أنبياء بني إسرائيل ، ونحو ذلك ، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يفتخر بعلماء
__________________