وعليه ، فحقّ لنا أن نلعن كلّ من ثبت
بالأدلّة القطعية نفاقه وفسقه.
كما لعن الله تعالى أيضاً الذين في
قلوبهم مرض بقوله : رَأَيْتَ الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ... أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ
وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ
.
ولعن أيضاً الظالمين بقوله : أَلاَ
لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
.
فنحن أيضاً نلعن كلّ من ظلم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأهل بيته عليهمالسلام ، وبالأخص ابنته
المظلومة المغصوب حقّها فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
ولعن أيضاً كلّ من آذى رسول الله صلىاللهعليهوآله بقوله : إِنَّ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا .
ولا شكّ ولا ريب أنّ المتخلّف عن جيش
أُسامة متخلّف عن طاعة رسول الله ، والتخلّف عن طاعة رسول الله يُوجب أذى رسول
الله ، وأذيّة رسول الله تُوجب اللعنة بصريح الآية.
ومن المجمع والمسلّم عليه بين الكلّ :
أنّ بعض الصحابة قد تخلّف عن جيش أُسامة فاستحقّ اللعنة.
كما لا شكّ ولا ريب أنّ أذيّة فاطمة
الزهراء عليهاالسلام
تُوجب أذيّة رسول الله لقوله صلىاللهعليهوآله
: «فاطمة بضعة منّي يُؤذيني ما آذاها ، ويُغضبني ما أغضبها» .
وقد نقل ابن أبي الحديد والجوهري : «أنّ
فاطمة ماتت وهي غضبى على قوم ، فنحن غضاب لغضبها» .
__________________