في التسمية لحاظ
الأشخاص ، ولم يتبادر الأشخاص إلى الأذهان في التسمية ، فلم يكن حينئذٍ بأس
بالتسمية ، وهذا بخلاف زماننا ، حيث العرف عندنا صار لحاظ الأشخاص.
فالمسألة تحتاج إلى بحث تاريخي مفصّل ،
لنحصل على هذه النتيجة.
عدم دلالة التسمية
على حقّانية الخلفاء
س : هل أنّ الإمام عليّ عليهالسلام سمّى أولاده بأسماء
الخلفاء؟
ج : إنّ التسمية بمجرّدها لا توجد فيها
أيّ دلالة على حقّانية أبي بكر وعمر وعثمان بالخلافة ، ولا يمكن أن تقف قبال
الأدلّة العلمية ، من قبيل حديث الغدير ، وحديث المنزلة ، وحديث : «وهو ولي كلّ
مؤمن من بعدي» ، الذي أنكره ابن تيمية بشدّة ؛ لعلمه بمدلوله ، وصحّحه الألباني
بسهولة ومرونة.
وفي الواقع ، لو رجعنا إلى العرف
الاجتماعي والإنساني لرأينا أنّ العداوة بين الأفراد لا تمنع من أن يُسمّي الإنسان
أحد أولاده باسم عدوّه ، مادام هذا الاسم من الأسماء ليس حكراً لأحد في المجتمع ،
وكمثال على ذلك : لو عاداني شخص في وقتنا المعاصر ، وكان اسمه محمّد ، أو أحمد ،
فإنّ هذا لا يمنع أن اسمّي أحد أولادي بهذا الاسم ، بعد أن فرضنا إنّه منتشر في
المجتمع.
وهنا ، هل كانت هذه الأسماء (أبو بكر
وعمر وعثمان) منتشرة أم أنّها كانت نادرة؟
فلنراجع كتب التاريخ ، ومعاجم الصحابة
وتراجمهم ، ولنرى هل كانت هذه الأسماء حكراً على الخلفاء؟ أم أنّها مشهورة معروفة؟
ولنذكر أسماء الصحابة ، ونغضّ النظر عن أسماء الكفّار والمشركين ، وغيرهم.
كنية أبي بكر :
١ ـ أبو بكر بن شعوب الليثي ،
واسمه شدّاد.